ترقية القرشي لقيادة تنظيم الدولة كانت مفاجأة، إذ كان يُنتظر في خليفة البغدادي أن يكون عربياً من أجل الحصول على الدعم الكامل من باقي فروع التنظيم.
وكشف تحقيق مشترك أنجزته (بي بي سي) البريطانية، ومجلة "نيوز لاين" الأميركية، أن القرشي حرص على تثبيت نسبه العربي منذ كان في الموصل عام 2015، ليربطها بعشيرة البوريشة العباسيين، وهي عشيرة عربية في محافظة نينوى.
وأشار التحقيق إلى أن القرشي كان معتقلاً سابقاً في سجن بوكا بمحافظة البصرة جنوب العراق عام 2008، والذي كانت تديره القوات الأميركية، غير أنهما لم يلتقيا في السجن، إذ كان البغدادي قد أُطلق سراحه بعد فترة اعتقال قصيرة انتهت عام 2004.
وتخرج القرشي من كلية العلوم الإسلامية في الموصل، وعمل ضابطاً في الجيش العراقي خلال فترة حكم صدام حسين، وانضم إلى صفوف القاعدة بعد الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، وفق ما أوردت وكالة (فرانس برس)، نقلاً عن "مركز أبحاث مكافحة التطرف".
وفي عام 2004، أكمل الماجستير في الدراسات الإسلامية. وبالتزامن مع ذلك، تدرج القرشي بسرعة في تنظيم "القاعدة"، خصوصاً بعد القضاء على أبو مصعب الزرقاوي.
وفي عام 2008، اعتقل القرشي إثر مداهمة القوات الأميركية مواقع للقاعدة في الموصل، وأودع في سجن بوكا بالبصرة، ثم أفرجت عنه في عام 2009.
وبحسب مجلة (نيوز لاين) الأميركية، فإن نصوص التحقيق مع القرشي أوضحت أنه تعاون بشكل كبير مع المحققين في الإدلاء بالكثير من المعلومات عن قيادة وعناصر "القاعدة".
ونقلت المجلة عن مصدر في "خلية الصقور" التابعة للاستخبارات العراقية، قوله إن "القرشي وفور خروجه من السجن التحق بأبي بكر البغدادي الذي كان قد تسلم زعامة تنظيم القاعدة بعد سقوط أبو عمر البغدادي"، ليعمل كـ "شرعي عام" (مفتي التنظيم) في محافظة نينوى.
وبعد فترة قصيرة انشق أبو بكر البغدادي عن تنظيم "القاعدة" لإنشاء تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق"، الذي تتطور وأصبح فيما بعد "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا" .
وفي عام 2014، التقى القرشي بالبغدادي في الموصل، وتعهد بالولاء والدعم الكامل لتنظيم الدولة للسيطرة بسرعة على المدينة، وسرعان ما أثبت القرشي نفسه بين صفوف التنظيم، وحظي بثقة كبيرة، خصوصاً بعد القضاء على أولئك الذين عارضو قيادة البغدادي.
وبحسب "جارديان"، فإن أبو إبراهيم القرشي لم يكن معروفاً لدى أجهزة الاستخبارات الأميركية أو لدى الخبراء بشؤون الجماعات المتطرفة، عندما تم تنصيبه قائداً لتنظيم الدولة، عقب اغتيال البغدادي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر استخباراتي عراقي، أن البحث عن القرشي في عام 2020، كان قائماً بشكل حثيث في العراق وسوريا وحتى في تركيا، خصوصاً وأن شقيقه عادل الصلبي في حزب "الجبهة التركمانية العراقية"، يقيم هناك وتشير المعلومات إلى أنهما على علاقة قوية مع بعضهما البعض.
ورجّحت أجهزة الاستخبارات التي كانت تبحث عنه آنذاك، أنه كان يتنقل في بلدات غرب الموصل ضمن مجموعات قليلة العدد، خوفاً من استهدافه كما حصل مع البغدادي.
وكانت الولايات المتحدة رصدت في آب/أغسطس 2019، مكافأة مالية تصل قيمتها إلى خمسة ملايين دولار قبل أن ترفعها فيما بعد إلى 10 ملايين، مقابل أي معلومة تقودها إلى القرشي، الذي كان لا يزال في حينه قيادياً في التنظيم، لكنهّ مع ذلك كان "خليفة محتملاً لزعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي".