فقد قال أمير قطر، أنه بحث مع الرئيس قيس سعيد الملف الليبي والعلاقات الثنائية بين البلدين، وبعضا من القضايا العربية والدولية، مكتفيا خلال كلمته المقتضبة، بتوجيه دعوة إلى نظيره التونسي بزيارة قطر، مشيرا إلى الظرف السياسي غير المستقر في الوقت الحالي، وأن الزيارة سوف تكون بعد استقرار الأوضاع في البلاد.
لكن يبدو أن الأمير القطري كان يقصد توتر من نوع آخر، تحدثت عنه وسائل إعلامية دولية، حيث أشارت إلى أن الزيارة التي أعلنت رئاسة الجمهورية التونسية، أنها بدعوة من رئيس الجمهورية، يبدو أنها كانت بدعوة من رئيس مجلس النواب، وزعيم حزب حركة النهضة، راشد الغنوشي، على ضوء الخلاف بينهما، والذي كان جليا عندما اقترح الغنوشي، سحب الثقة من حكومة تسيير الأعمال برئاسة يوسف الشاهد، وإلغاء تكليف إلياس الفخفاخ، وتكليف شخص آخر بتشكيل الحكومة.
أما تصريح رئيس تونس، قيس سعيد، فقد كان ارتجاليا وغير مرتكز على أية محاور، فعن العلاقات الثنائية بين بلاده وقطر، تحدث عنه مرتين، وكأنهما محورين منفصلين، دون أن ينتبه إلى التكرار تحت شعارات لم تتجسد على أرض الواقع كإتفاقيات اقتصادية أو سياسية.
كما صرح قيس سعيد أنه اتفق مع أمير قطر على اللجوء إلى القبائل الليبية من أجل البحث عن حل للاقتتال، مشيرا في هذا الشأن إلى تم في أفغانستان، حينما اجتمعوا في بون.
أما عن القضية الفلسطينية، فلجأ إلى التراجع عن تصريحات سابقة وضعته كدولة مواجهة مع إسرائيل، فأعلن أنه لا يريد القتال.
وتأكيدا لارتباك الرئيس التونسي، قال أن القضية الفلسطينية عمرها يزيد عن قرنين من الزمان.
وجاءت زيارة أمير قطر يومين قبل جلسة مجلس نواب الشعب التونسي، للتصويت بالثقة على الحكومة المقترحة، التي كانت محل مساومات بين قصر قرطاج، ومونبليزير، متمثلا في البرلمان، والتي اقترحها إلياس الفخفاخ، وقام بتحويرها مرة أخرى من أجل ضمان موافقة كتلة حركة النهضة في البرلمان.