زيارة تاريخية: السعودية وإيران نحو آفاق تعاون جديدة

الرؤية المصرية:- في خطوة دبلوماسية بارزة، أكد الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، خلال زيارته الرسمية إلى طهران يوم الخميس 17 أبريل 2025، التزام المملكة بتعزيز العلاقات مع إيران في مختلف المجالات.

زيارة تاريخية: السعودية وإيران نحو آفاق تعاون جديدة
حوار خالد بن سلمان وعلي خامنئي يعزز التقارب الإقليمي

وفي لقائه مع المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي، أعرب الوزير عن رؤية طموحة لتوسيع أواصر التعاون، قائلاً: “جئت إلى طهران حاملاً أجندة تهدف إلى تعميق العلاقات مع إيران والتعاون في جميع المجالات، على أمل أن تمهد محادثاتنا البناءة لعلاقات أقوى مما كانت عليه في الماضي.”

من جانبه، رحب السيد علي خامنئي بهذه الزيارة، مشدداً على أهمية العلاقات الثنائية، حيث نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عنه قوله: “العلاقة مع السعودية مفيدة لكلا البلدين، ويمكننا أن نكمل بعضنا بعضاً.” حضر اللقاء اللواء محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، مما يعكس الطابع الاستراتيجي لهذا الحوار.

اقرأ ايضأ:-

تأتي هذه الزيارة، وهي الثانية من نوعها لمسؤول سعودي رفيع منذ عام 1979، في سياق ديناميكيات إقليمية متسارعة، حيث سبقتها مشاورات مكثفة، بما في ذلك اتصال هاتفي بين الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل أقل من أسبوعين، تناولا خلاله تطورات المنطقة.

كما أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان محادثات مع نظيره الإيراني عباس عراقجي يوم الإثنين، ركزت على الجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار الإقليمي. 

من المتوقع أن تشمل المباحثات السعودية-الإيرانية ملفات حيوية، تشمل التعاون الأمني، القضايا الإقليمية، والتطورات الدولية. وتكتسب الزيارة أهمية إضافية في ضوء المحادثات الأمريكية-الإيرانية الأخيرة في مسقط، والتي ركزت على البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب مشاورات سعودية-أمريكية مكثفة تناولت قضايا الأمن والاستقرار. 

تعد هذه الزيارة امتداداً لاتفاق بكين التاريخي في مارس 2023، الذي رعته الصين وأفضى إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، مما مهد الطريق لتقارب غير مسبوق بين القوتين الإقليميتين.

 وتعكس الزيارة، التي تذكر بزيارة الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز إلى طهران في مايو 1999، استراتيجية سعودية تهدف إلى تعزيز الحوار وتخفيف التوترات في منطقة تشهد تحولات معقدة.

تؤكد هذه الخطوة على دور السعودية كقوة إقليمية تسعى لتعزيز الاستقرار من خلال الحوار البناء، بينما تساهم في إعادة تشكيل العلاقات الإقليمية بما يخدم السلام والازدهار. ومع استمرار المباحثات، يبقى الأمل معقوداً على أن تمهد هذه الزيارة لشراكة مستدامة تخدم مصالح البلدين والمنطقة بأسرها.