تهديدات الاستقلال في صرب البوسنة: هل يُشعل دوديك فتيل الأزمة؟

#الرؤية_المصرية:-#صرب_البوسنة #ميلوراد_دوديك #البوسنة_والهرسك #الاستقلال

هديدات الاستقلال في صرب البوسنة: هل يُشعل دوديك فتيل الأزمة؟

في تصعيد جديد يُنذر بتوترات إقليمية، هدد رئيس جمهورية صرب البوسنة، ميلوراد دوديك، بإعلان استقلال كيانه عن دولة البوسنة والهرسك، رداً على ما وصفه بـ"الضغوط الخارجية" من بروكسل.

جاءت تصريحات دوديك الحادة عقب لقائه بوزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو، حيث أكد عزمه على المضي قدماً في هذا المسار إذا استمرت محاولات فرض سياسات خارجية على جمهوريته. 

أدلى دوديك ببيانه عبر منشور على منصة "إكس"، دعا فيه إلى إنهاء دور الممثل السامي كريستيان شميت، واصفاً إرثه بـ"غير القانوني"، وطالب بروكسل بالالتزام بـ"المعايير الأوروبية".

وقال: "نحن نؤمن بالحوار، لكن أي محاولة لفرض سياسات ستدفعنا حتماً لإعلان الاستقلال". هذا التصريح يعكس تصاعد التوتر بين جمهورية صرب البوسنة والمؤسسات الدولية التي تشرف على اتفاقية دايتون للسلام، الموقّعة عام 1995.

تأتي هذه التهديدات في سياق معقد، حيث أعلن تلفزيون جمهورية صرب البوسنة في أغسطس الماضي أن اللجنة الانتخابية المركزية سحبت تفويض دوديك بعد رفضه إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، استجابة لحكم قضائي صادر ضده من محكمة البوسنة والهرسك. 

هذا القرار أثار غضب دوديك، الذي يرى فيه تدخلاً خارجياً يهدف إلى تقويض سلطته. 

تاريخياً، يُعرف دوديك بمواقفه القومية ودعواته المتكررة لتعزيز الحكم الذاتي لصرب البوسنة، مما يضعه في صدام مع المجتمع الدولي، خاصة الاتحاد الأوروبي والممثل السامي.

تصريحاته الأخيرة قد تُشعل فتيل أزمة جديدة في البلقان، وهي منطقة لا تزال تعاني من توترات عرقية وسياسية منذ الحرب البوسنية (1992-1995). 

تُثير هذه التطورات قلقاً إقليمياً، حيث يمكن أن تؤدي إلى زعزعة استقرار البوسنة والهرسك، وتُعيد إحياء الانقسامات العرقية. 

كما أن دعم دول مثل المجر، التي تُظهر تعاطفاً مع مواقف دوديك، قد يُعقد جهود الوساطة الأوروبية. 

في هذا السياق، يبقى السؤال: هل سيُنفذ دوديك تهديده بالاستقلال، أم أنها مناورة سياسية لتعزيز موقفه التفاوضي؟ الإجابة ستعتمد على ردود فعل بروكسل ومدى استعداد المجتمع الدولي لاحتواء هذا التصعيد.