الرؤية المصرية:-تثير القمة المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في بودابست مخاوف أوروبية عميقة، وصفتها مصادر دبلوماسية بـ"الكابوس السياسي" للاتحاد الأوروبي.
هذا اللقاء، الذي يأتي بعد محادثة هاتفية استمرت ساعتين ونصف الساعة بين الزعيمين، يُنظر إليه كمحاولة لإعادة تشكيل ديناميكيات العلاقات الدولية، خاصة في ظل الأزمة الأوكرانية المتصاعدة.
تُسلط القمة الضوء على تجاهل محتمل لدور أوروبا في القرارات الجيوسياسية الكبرى، مما يضع قادة الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو في موقف محرج. وفقًا لصحيفة "إل باييس" الإسبانية، يرى مسؤولون في بروكسل أن القمة قد تكون مفيدة إذا أسهمت في تسوية النزاع في أوكرانيا، لكن آخرين يخشون أن تكون بمثابة انتصار دبلوماسي لبوتين.
اقرأ ايضأ:-
هذا التوجه يعكس قلقًا متزايدًا من أن تؤدي المباحثات إلى ترتيبات تتجاوز أوروبا، مما يعزز النفوذ الروسي في المنطقة.
من جهة أخرى، أجرى ترامب لقاءً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، حيث أكد رفض واشنطن تزويد كييف بصواريخ "توماهوك" في الوقت الحالي، وفق موقع "أكسيوس".
هذا القرار يعكس نهجًا حذرًا من الإدارة الأمريكية تجاه تصعيد الصراع، بينما يُظهر تواصلاً مكثفًا مع موسكو، كما يتضح من المحادثات المتكررة بين ترامب وبوتين، التي وصلت إلى ثماني مكالمات منذ بداية الولاية الثانية لترامب.
في سياق متصل، أشار يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، إلى أن القمة المقترحة في بودابست ستركز بشكل رئيسي على الأزمة الأوكرانية.
وقد أكد بوتين خلال المحادثات الهاتفية التزام روسيا بالحل الدبلوماسي، مقدمًا تقييمًا مفصلاً للوضع. ومن المتوقع أن يتم التنسيق بين وزيري الخارجية سيرغي لافروف وماركو روبيو لتحديد موعد وتفاصيل الاجتماع.
تكتسب القمة أهمية خاصة لمصر، التي تراقب التطورات الدولية عن كثب نظرًا لتداعياتها على الأمن الإقليمي وأسواق الطاقة والغذاء. فأي تقارب روسي-أمريكي قد يؤثر على التوازنات في الشرق الأوسط، خاصة في ظل الاعتماد المصري على استقرار الأسواق العالمية.
هل ستكون قمة بودابست بداية لتسوية دبلوماسية تاريخية، أم ستعمق الانقسامات الجيوسياسية؟ يبقى هذا السؤال مفتوحًا، في انتظار ما ستسفر عنه المحادثات بين القوتين العظميين.