شكر الشيخ طريف نتنياهو على توجيهاته "الحاسمة"، بينما شدد رئيس الوزراء على ضرورة احترام القانون كمبدأ لا يقبل التهاون.
شكر درزي على الضربات في سوريا
خلال الاتصال، أعرب الشيخ طريف عن امتنانه لنتنياهو على قراره بمهاجمة مجمع القصر الرئاسي في دمشق الليلة الماضية، واصفًا هذه الخطوة بأنها جزء من جهود إسرائيل لحماية الطائفة الدرزية في سوريا. وأكد أن "الخطوات الصارمة" التي وجه بها نتنياهو وجهت "رسالة ردع واضحة" للنظام السوري، مشيرًا إلى التزام إسرائيل تجاه أبناء الطائفة في المناطق السورية، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة. تأتي هذه التصريحات في سياق تقارير عن ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع في سوريا، بما في ذلك محيط القصر الرئاسي، والتي أثارت إدانات دولية، مثل بيان المملكة العربية السعودية الذي اعتبرها "انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي".
التزام بالقانون: رسالة نتنياهو
من جانبه، ركز نتنياهو على أهمية التزام أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل بقوانين الدولة، مشددًا على أن "إسرائيل دولة قانون، ويجب على الجميع احترام هذا المبدأ". وحث أبناء الطائفة على الامتناع عن أي تصرفات قد تمس بسلامة المواطنين الآخرين أو قوات الأمن، في إشارة إلى أحداث عنف محدودة قام بها أفراد من الطائفة. ويأتي هذا التأكيد في سياق حساس، حيث تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى الحفاظ على الاستقرار الداخلي وسط تصاعد التحديات الأمنية الإقليمية، بما في ذلك هجمات صاروخية من اليمن ولبنان.
رد الشيخ طريف: إدانة العنف والتزام بالقانون
استجاب الشيخ طريف لدعوة نتنياهو، مؤكدًا اتفاقه مع ضرورة احترام القانون. وأشار إلى أن قيادات الطائفة الدرزية أدانت بشدة أي مظاهر عنف أو خروج عن القانون من قبل أفراد من الطائفة، مؤكدًا أن "الطائفة الدرزية ستواصل التزامها واحترامها لقوانين الدولة". يعكس هذا الموقف الدور التقليدي للطائفة الدرزية في إسرائيل كجزء من النسيج الاجتماعي، حيث تُعرف بمساهمتها في الحياة العامة، بما في ذلك الخدمة في الجيش الإسرائيلي، على عكس غالبية الفلسطينيين داخل إسرائيل.
سياق إقليمي معقد
تأتي هذه المحادثة في ظل توترات إقليمية متصاعدة، حيث تواجه إسرائيل تحديات متعددة، من هجمات الحوثيين الصاروخية على حيفا إلى الاشتباكات المستمرة في غزة وجنوب لبنان. الضربات على سوريا، التي أشاد بها الشيخ طريف، أثارت انتقادات دولية، حيث اعتبرتها الرئاسة السورية "تصعيدًا خطيرًا" يستهدف سيادة الدولة. في الوقت نفسه، يعكس الاتصال بين نتنياهو وطريف استراتيجية إسرائيل لتعزيز الدعم الداخلي من خلال التأكيد على حماية الأقليات الموالية لها، مثل الطائفة الدرزية، بينما تواجه ضغوطًا خارجية متزايدة.
بين الحماية والقانون
الاتصال الهاتفي بين نتنياهو والشيخ طريف ليس مجرد حوار بين قائدين، بل انعكاس لتعقيدات السياسة الإسرائيلية الداخلية والإقليمية. من جهة، تسعى إسرائيل إلى تعزيز صورتها كحامية للأقليات عبر عمليات عسكرية في سوريا، ومن جهة أخرى، تحرص على ضمان الاستقرار الداخلي من خلال التأكيد على سيادة القانون. لكن مع تصاعد التوترات الإقليمية والانتقادات الدولية، يبقى السؤال: إلى أي مدى يمكن لهذه الاستراتيجية أن تحقق التوازن بين الردع الخارجي والتماسك الداخلي في ظل مشهد إقليمي مضطرب؟