مؤتمر الإعلام العربي ببغداد يرسخ الشراكة مع الأمم المتحدة والمجتمع المدني لمواجهة التغير المناخي

الرؤية المصرية- بغداد- خاص- عوض سلام:- بغداد، 23 مايو 2025 – واصل مؤتمر الإعلام العربي في دورته الرابعة، المنعقد في بغداد تحت شعار "دور الإعلام في مواجهة التغير المناخي"، أعماله لليوم الثالث بجلسة صباحية حيوية تناولت محور "الشراكة مع الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة والمجتمع المدني".

مؤتمر الإعلام العربي ببغداد يرسخ الشراكة مع الأمم المتحدة والمجتمع المدني لمواجهة التغير المناخي

أدار الجلسة الخبير الإعلامي جاكومو مازوني، وشهدت مشاركة نخبة من الخبراء من العراق، تونس، مصر، ومنظمات دولية، قدموا رؤى معمقة حول تعزيز التعاون الإعلامي لمواجهة التحديات المناخية.

مساهمات عراقية بارزة في دعم التوعية المناخية

افتتحت الجلسة بمداخلات من العراق، حيث ناقش الدكتور Tap Raj Pant، رئيس قسم التعليم في مكتب اليونسكو، أهمية الإعلام المتخصص في بناء وعي مجتمعي مستدام.

اقرأ ايضأ:-

أكد أن اليونسكو تعمل على تعزيز قدرات الإعلاميين والمعلمين لنقل معلومات دقيقة حول التغير المناخي، مشيراً إلى دور الإعلام في مواجهة المعلومات المضللة.

بدوره، شدد الدكتور صلاح الحاج حسن، ممثل منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، على دور الإعلام في دعم الأمن الغذائي المتضرر من الجفاف وتدهور الأراضي، داعياً إلى تحفيز المجتمعات على تبني ممارسات مستدامة.

مؤتمرات المناخ: آمال وتحديات

من تونس، قدم الدكتور زهير الحلاوي، أستاذ جامعي وباحث في علوم المناخ، محاضرة حول مخرجات مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ. 

 أشار إلى أن اتفاقية باريس 2015 وجهود التمويل المناخي تمثل خطوات إيجابية، لكن الظواهر المناخية المتطرفة تؤكد الحاجة إلى خطط أكثر طموحاً.

وأكد أن الإعلام المتخصص يلعب دوراً محورياً في نقل المعرفة العلمية ودعم تنفيذ السياسات البيئية.

المجتمع المدني: شريك لا غنى عنه من مصر، تناول الدكتور عماد الدين عدلي، منسق الشبكة العربية للبيئة والتنمية، دور منظمات المجتمع المدني في دعم الإعلام.

أوضح أن هذه المنظمات تزود الإعلام بمعلومات موثوقة، تراقب التزامات الحكومات، وتصحح التضليل المناخي، ما يعزز مصداقية التغطية الإعلامية ويحفز المشاركة المجتمعية. 

الإعلام والعمل الإنساني في الأزمات

قدم جو بعقليني، من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، مداخلة حول التعاون مع الإعلام قبل الأزمات المناخية وأثناءها وبعدها.

أكد أن الشراكات الإعلامية تسهم في نشر التحذيرات المبكرة وتقليل الخسائر، مشدداً على دور الإعلام في تعزيز صمود المجتمعات ودعم جهود الإغاثة.

الهجرة المناخية: أزمة تحتاج إعلاماً واعياً

من العراق، قدمت رويدا يطرس، من المنظمة العالمية للهجرة، مداخلة عن بعد حول آثار التغير المناخي على الهجرة.

كما أشارت إلى أن الجفاف والفيضانات تسببت بنزوح 218 مليون شخص في العقد الماضي، مع توقعات بتجاوز 1.5 مليار مهاجر مناخي بحلول 2050.

ودعت الإعلام إلى تسليط الضوء على هذه "الأزمة الصامتة" لدفع السياسات الدولية لحماية المهاجرين. 

الذكاء الاصطناعي: ثورة في الإعلام المناخي

على الرغم من تركيز الجلسة على الشراكات، إلا أن جلسة تمهيدية سابقة في اليوم الأول (20 مايو) تناولت "توظيف الذكاء الاصطناعي في إعلام المناخ".

قدم الباحث السوري عبدالله سكر رؤية حول تحويل البيانات العلمية إلى قصص إنسانية مؤثرة، بينما استعرض صن هو من الصين تجربة بلاده في تحليل البيانات المناخية لتقديم تقارير دقيقة. 

ومن العراق، قدم المهندس محسن شباط الشبلي مشروع "اللوحة البيئية للأطفال"، الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتصميم محتوى توعوي جذاب.

توصيات وتطلعات 

أوصت الجلسة بتعزيز الشراكات بين الإعلام، الأمم المتحدة، والمجتمع المدني، مع تطوير برامج تدريبية للإعلاميين ودعم الإعلام الرقمي كمنصة لنشر المعرفة. 

كما دعت إلى إنشاء مؤسسات بحثية متخصصة وتفعيل الذكاء الاصطناعي لتحسين التغطية الإعلامية. وأكدت على ضرورة التعاون الإقليمي لمواجهة الهجرة المناخية وتعزيز السياسات المستدامة. 

 بغداد: منصة للحوار العربي

يعد انعقاد المؤتمر في بغداد، لأول مرة خارج تونس، دلالة على مكانة العراق كمركز إعلامي وبيئي رائد. 

عكست الجلسة التزام الدول العربية بتعزيز التعاون لمواجهة أزمة المناخ، مؤكدة أن الإعلام، بدعم من المنظمات الدولية والمجتمع المدني، هو قوة دافعة لتحقيق مستقبل مستدام.