الرؤية المصرية:- دخلت فرق مصرية متخصصة قطاع غزة للبحث عن جثث أسرى إسرائيليين مفقودين تحت الركام، وسط تصعيد إسرائيلي بإغلاق معبر رفح وتقليص المساعدات الإنسانية بعد إعادة حماس 8 جثث فقط من 28 متفق عليها، مما يهدد هشاشة وقف إطلاق النار الذي سعى الوساطة المصرية لتحقيقه، ويعزز دور القاهرة كحلقة وصل حاسمة في الشرق الأوسط.
كشفت صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية أن فريقًا فنيًا إسرائيليًا يجري مشاورات مكثفة مع مسؤولين مصريين كبار لتجاوز أزمة جثث الأسرى، حيث أعادت حركة حماس خلال الـ24 ساعة الماضية رفات أربعة أسرى إضافيين بعد تحديد هوياتهم عبر المركز الوطني للطب الشرعي الإسرائيلي بالتعاون مع الشرطة والحاخامية العسكرية، ليصل العدد الإجمالي إلى ثمانية جثث تم التعرف عليها: جاي إيلوز، بيبين جوشي، يوسي شارابي، ودانيال بيرتز، إلى جانب أربعة آخرين لم تُفصح عائلاتهم عن أسمائهم بعد. وأبلغ ممثلو الجيش الإسرائيلي العائلات بإمكانية دفن الرفات قريبًا، في خطوة أولى نحو إغلاق جروح مفتوحة منذ أكثر من عامين من النزاع.
اقرأ ايضأ:-
غلقت إسرائيل معبر رفح مساء أمس، مبررة ذلك بانتهاك حماس لاتفاق وقف إطلاق النار الذي نص على إعادة 18 جثة على الأقل حتى الآن، مقابل فتح المعبر أمام عودة العالقين والمساعدات الإنسانية، كما أفادت تقارير من "وول ستريت جورنال" و"تايمز أوف إسرائيل".
ووافقت القيادة السياسية الإسرائيلية على توصية الجهاز الأمني بعدم إعادة الفتح، مع تقليص المساعدات إلى النصف، مما أثار مخاوف أممية من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة حيث ينتظر آلاف الشاحنات المصرية الجانب الإسرائيلي للدخول، وفقًا لتصريحات الصليب الأحمر الدولي الذي حذر من صعوبة العثور على بعض الجثث بسبب الدمار الشامل.
من جانبها، أكدت حماس صعوبة المهمة بسبب الركام الذي يغطي آلاف الأمتار المربعة، وعدم توفر معدات ثقيلة لإزالة الأنقاض، مما يعيق تحديد مواقع الجثث الـ20 المتبقية، كما نقلت "الجزيرة" عن مسؤولين فلسطينيين. وفي تطور بارز، أفادت صحيفة "الأرابي" القطرية بأن فرقًا مصرية بدأت عملياتها داخل غزة لتحديد الأماكن وإجلاء الجثث، كجزء من قوة مهام متعددة الجنسيات تضم مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة وإسرائيل، تم تشكيلها خلال مفاوضات الشيخ الشيخ المصرية، حسبما نقلت "يسرائيل هيوم" عن مصادر أمنية.
أرسلت عائلات الأسرى الإسرائيليين رسالة عاجلة ليلة أمس إلى المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، تحثه على ضمان التنفيذ الكامل للاتفاق، مشيرة إلى دور الوساطة المصرية في تسهيل التبادل السابق الذي شمل إطلاق سراح 20 أسيرًا إسرائيليًا أحياء مقابل أكثر من 1900 فلسطيني، كما أكدت "بي بي سي" في تقريرها عن الهويات المؤكدة. وفي السياق نفسه، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية عن وصول الصليب الأحمر إلى نقاط التسليم، لكن الجيش الإسرائيلي أكد أن إحدى الجثث الأربع الأخيرة لا تنتمي إلى أسير، بل إلى فلسطيني من غزة، مما يثير جدلاً حول دقة التحديدات.
يأتي هذا التعقيد وسط مخاوف إسرائيلية من فقدان بعض الجثث في أنفاق منهارة أو تسليمها لجماعات غير تابعة لحماس، كما قال مسؤول إسرائيلي لـ"سي إن إن"، مع تقديرات تشير إلى بقاء 7 إلى 15 جثة غير محاسب عليها. وفي الجهة المقابلة، أبلغ الدفاع المدني الفلسطيني "بي بي سي" عن مقتل سبعة فلسطينيين برصاص إسرائيلي في حوادث منفصلة قرب خطوط الانسحاب، مما يعكس التوتر المستمر رغم الهدنة.
مع بدء عمليات الفرق المصرية، هل ستتمكن القاهرة من إنقاذ الهدنة الهشة وإعادة فتح معابر الحياة، أم سيؤدي التعثر إلى عودة التصعيد الذي يهدد الاستقرار الإقليمي بأكمله؟