الأكزيما يصيب جميع الفئات العمرية وغالبًا تظهر عند الأطفال، ولا يوجد سبب محدد ودقيق لها حتى الآن، ولكن قد يكون مزيجًا من العوامل الوراثية والبيئية بالإضافة إلى أنها تأتي بصور متنوعة تختلف من شخص لآخر، وقد يصاب الشخص بأكثر من نوع في الوقت نفسه، ومعرفة نوع الأكزيما ومهيجاتها أفضل وسيلة لبدء العلاج والتحكم بها.
للأكزيما نوعان: -
الأول: داخلية المنشأ.
الثاني: خارجية المنشأ "تلامسية".
الاكزيما الداخلية تنقسم إلى عدة أنواع، منها:-
"أكزيما الالتهاب البنيوي"، وهي حالة شائعة تصيب الأطفال في سن مبكرة تبدأً من الأربعين يومًا الأولى من العمر وتستمر لعدة سنوات، من أعراضها: احمرار في الخدين، قشور وحويصلات مائية مصاحبة بحكة، وتختفي في الغالب قبل سن الدراسة.
"الأكزيما الدهنية"، هي حالة شائعة تصيب فروة الرأس غالبًا أو المناطق الدهنية بالجسم "مثل: الأنف، والأذن، الرموش والحاجبان، والصدر"، وتسبب احمرارًا وحكة وقشرة، وعند الرُّضع قد تسبب بقعًا قشرية بالرأس.
أكزيما خلل التعرق أو "الأكزيما التعرقية" ، غالبًا ما تظهر على شكل فقاعات صغيرة تصاحبها حكة بالجلد، وأكثر أماكن ظهورها شيوعاً هي أصابع اليدين والقدمين وراحة اليد وأخمص القدم.
الأكزيما القرصية، هي مشكلة جلدية تؤدي إلى ظهور تقرحات على شكل أقراص حمراء متقشرة تسبب حكة أو حرقة بالجلد.
الأكزيم التلامسية "خارجية المنشأ"، هي ردة فعل الجهاز المناعي تجاه لمس بعض المواد المهيجة للجلد، مما يسبب احمرارًا وحكة بالمنطقة، وتنقسم إلى قسمين:
تحسس تلامسي، وهذا يحتاج إلى التعرض لفترة طويلة ومتكررة للمادة المحسسة.
تحسس تلامسي تسممي، وهذا يظهر مباشرة بعد التعرض للمادة المحسسة ويكون شديدًا وعلى شكل فقاقيع جلدية كبيرة.
الأكزيما الركودية، تحدث عند الأشخاص المصابين بضعف في الدورة الدموية، وتظهر في إحدى الساقين أو كليهما، ومن النادر ظهورها في مناطق أخرى، ويعد انتفاخ الكاحل الذي يختفي عند النوم ويظهر خلال اليوم أول علامة على ظهورها.
أعراض الأكزيما: تتراوح شدتها من بسيطة إلى شديدة، وتختلف اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر، ولا بد من زيارة الطبيب المختص للتشخيص عن طريق فحص البشرة ومراجعة التاريخ الطبي للمريض في حال تسببت الأعراض في منعه من أداء الروتين اليومي، أو عند رؤية آثار العدوى "خطوط حمراء، إفرازات من الجلد، قشور صفراء" إضافةً إلى استمرار ظهور الأعراض على الرغم من العناية بها وذلك تجنباً لحدوث المضاعفات التي قد تتطور إلى إمكانية الإصابة بالعدوى البكتيرية والفيروسية، بالإضافة إلى الاستيقاظ المتكرر بسبب الحكة الذي قد يؤدي إلى مشاكل في النوم.
كما أنَّ معرفة نوع الأكزيما ومهيجاتها هي أفضل وسيلة لبدء العلاج والتحكم بها كي لا تعوق الحياة الطبيعية للشخص، ولأنه قد يتطلب وقتاً كافياً لتظهر الاستجابة للعلاج، لابد من استخدام الكريمات المرطبة الخالية من العطور للحد من الحكة والالتهابات.
ولابد من اتباع إرشادات الطبيب عند استخدام أدوية مكافحة العدوى والعقاقير المضادة للحكة عن طريق الفم، وتجنب مهيجات الجلد كبعض أنواع الصابون، وبعض الأقمشة، والكريمات، والحرص على ارتداء الملابس القطنية وتجنب الصوف والأقمشة الاصطناعية وتجنب الحكة قدر المستطاع. ومرض الأكزيما ليس معديا، ولا يمكن انتقاله من شخص لآخر.
كما أن المفهوم الشائع بشأن الاستحمام لفترة طويلة بالماء يعالج الأكزيما، لكن الماء قد يكون أفضل وسيلة للمعالجة إذا تم الاستحمام بالماء الدافئ واستخدام منظفات لطيفة على البشرة، وتجنب فرك الجسم بالمناشف الخشنة والليف القاسية أثناء الاستحمام، كذلك ضرورة ترطيب الجسم بالكريمات المناسبة بعد الانتهاء مباشرة.