وقد قدم نضال السعدي هذا العرض على مسرح البحر الذي يتسع لخمسة آلاف متفرج، وهذا ما اختاره خلال تعاقده مع إدارة المهرجان، التي كانت تفضل أن تكون العروض المسرحية على مسرح البازيليك، الذي يتسع لآلف متفرج، لكن يبدو أن "السعدي" كان على حق، حيث أدى عرضه "لا هكا ولا هكا" أمام أكثر من 3 آلاف متفرج، من جميع الفئات العمرية، تفاعلوا معه ومع كل مشاهد العرض.
العمل في مجمله يتكون من لوحات غير مترابطة بدأ نضال السعدي في سردها بدءا من الترحيب بجمهور طبرقة، الذي لم يشعر أن العرض قد بدأ بالفعل، بينما كانت تلك اللوحات تحكي مواقف حقيقية من الحياة الشخصية لنضال السعدي، مدمجة ببعض الطرائف التي نالت من الجمهور إعجاب "الضاحك على موقف".
نجاح نضال السعدي كان حسابيا وربما هو النجاح المتفق عليه بالنسبة لإدارة المهرجان والفنان، بينما فنيا هذا العمل من فئة الأعمال ذات عمر "العرض الواحد" ولذا يبدو أن نضال السعدي حاول أن يعطيه قبلة الحياة بمشهد يؤجج الروح الوطنية لدى المتفرج التونسي، لكن ماذا تفعل قبلة الحياة بعد الموت؟.
وكان عرض "لا هكا لا هكا" قد واجه انتقادات إعلامية عند عرضه في الدورة الخامسة والخمسين من مهرجان قرطاج الدولي، بينما صرح "السعدي" بأن لديه عروضا في أكثر من مهرجان بعد طبرقة.
هذا التصريح من نضال السعدي" جاء في نقطة إعلامية عقدها بعد العرض وبعد محاولات من الإعلاميين للحديث معه وامام رفضه استشعر العاملون معه بخطورة رد فعل الإعلام على هذا الرفض فـ"تنازل" السعدي على مضض.
وأعرب "السعدي" عن سعادته بجمهور طبرقة الذي فاق توقعاته وتجاوبه معه، وفي سؤال لـ"الرؤية الإخبارية" عن رفضه لقاء الإعلام رغم سعادته بتلك الليلة، أجاب السعدي "أنه خضع لعملية جراحية ومريض ويتناول في الأدوية، لذلك ارتأي ألا يقوم بشئ لا ضرورة له ومن ذلك الحديث مع الإعلام".
وكان "السعدي" كتلة من النشاط والحيوية خلال العرض، حيث برع في أداء الرقصات وكان قد أراد أن يكون مشهد النهاية من أعلى سطح المسرح وبالفعل صعد إلى هناك ولكن كان الصوت رديئا فنزل إلى المسرح مرة أخرى وأعاد مشهد النهاية.
{vembed Y=FElTWXgxpQM}