بحسب الأخبار القادمة من هناك فإن سهرة الافتتاح نالت إعجاب الجماهير التي رقصت على انغام ستة فصول موسيقية تجمع في كل فصل منها أربعة عطور تعبق بمختلف ألوان النغمات التراثية للجهات التونسية بتوزيع موسيقي يحمل رؤية فنية حديثة وبحثا موسيقيا حول الذاكرة الشعبية .
"24 عطر" كان ثمرة بحث ميداني واستكشافي في مختلف أرجاء البلاد التونسية لدراسة الخصوصيات التراثية الموسيقية لكل جهة.
وقد اختار الفنان محمد علي كمون عازفين مختصين وأصوات متمكنة من آداء اللون الغنائي التراثي باللهجات المحلية ليكون العرض مزيج فني مدروس تلتقي فيه الضروب الغنائية التونسية الأصيلة وتفوح بعبقها التاريخي المتنوع والمنفتح على كل الولايات التونسية.
وانطلقت رحلة العطور في سهرة الافتتاح من جبل زغوان بعبق الشمال الاندلسي ليفوح فيما بعد العطر البدوي الصحرواي لتحط رحالها في منطقة الحدود التونسية الجزائرية بعطر الأطلس الشاوي، ثم بعطر الحضرة النسائية يليها عبق العطور بطيب اللون العباسي الموسيقي لجزيرتي قرقنة وجربة، واختتمت بالعطر الصوفي.
وقال محمد علي كمون خلال ندوة صحفية انعقدت بعد العرض ان اختياره للوحات الفنية ليس اعتباطيا وانما هو يتماشى ويتغير حسب درجة تاقلم الجمهور مع اللوحات المختارة.
واضاف ان اختياره للاغاني التي يقدمها لجمهوره خلال كل عرض، يتماشى مع خصوصية كل جهة، وعلى هذا الاساس كان اختياره للوحات المقدمة خلال سهرة افتتاح الدورة 42 لمهرجان جربة اوليس الدولي، حيث انه اختار تقديم مقطوعة "شالة" التي تمثل التراث الخاص بمدينة جربة والتي لاقت تفاعلا كبيرا من قبل الجمهور الحاضر.