جمهور عريض غص به المسرح الروماني لمتابعة مسرحية الرحابنة التي تم إدراجها ضمن الدورة الخامسة والخمسين لمهرجان قرطاج ، وتابع بإهتمام هذا العمل التاريخي الملحمي الضخم، غير المرحّب به في عديد الدول العربية، والذي تم عرضه لمدة يومين، وختم متابعته بعاصفة من التصفيق بينما كانت الخاتمة بإمضاء ما فعله بربر سمال أفريقيا بعرب الأندلس، الذي استعانوا بهم لتحريرها وانقاذها من السقوط.
"ملوك الطوائف تروي مرحلة هامة من تاريخ العرب في الأندلس، يوم راحت الدولة الموحّدة تنقسم إلى دويلات، واستغلّ كل حاكم أو أمير مدينة سمّاها مملكة ودُعي الجميع ملوك الطوائف..." ملوك الطوائف، عمل مسرحي من تأليف وألحان، غدي الرحباني، وإخراج مروان رحباني، وبطولة هبة طوجي، وغسان صليبة، تم إنجازه قبل ستة عشر عاما ليروي فترة هامة من تاريخ العرب بقراءة تسقط الماضي على الحاضر وتستلهم العبر وتذكّر بالدرس الذي يتغافل الحكام عن مغزاه.
ومن أسباب اختيار العائلة الرحبانية لتجسيد هذا العمل على المسرح أن ملوك الطوائف يتكررون، يعودون في أزمنة وأمكنة متعددّة... ولعلنا اليوم نعيش هذا التاريخ وقد نصادف أحد هؤلاء الملوك يتصدّر إحدى الحفلات، أو يصرّح لوسيلة إعلامية.
{vembed Y=PE7yYfMPxVw}