قبل العرض تسلّم جمهور الصفوف الأمامية أحزمة تبعث ذبذبات في الجسد في مفاصل معيّنة من الحكاية لمزيد الإحساس بها ككارثة إنسانية هزّت العالم.
ستارة شفافة فيما يشبه مربّع العرض تقف خلفها الممثلة تحكي بالإيماء والتعبيرات مسرحية مأساة القصف الذي شنّته الولايات المتّحدة على هيروشيما وناجازاتي في نهاية الحرب العالمية الثانية (1945) بالقنابل النووية بسبب رفضرئيس الوزراء الياباني سوزوكي تنفيذ إعلان مؤتمر بوتسدام الذي يقضي بسليم اليابان استسلاما كاملا دون أي شروط...
تلك المأساة خلّفت دمارا كبيرا وضحايا كثر وآخرون لم تسلّط عليهم الأضواء بقوا على قيد الحياة لكنّهم صمّ بكم...
شيساتو ميناميمورا عادت بالجمهور إلى الذاكرة اليابانية البعيدة من خلال تسجيلات قام بها المركز الثقافي البريطاني ومجلس الفنون بأنقلترا في اليابان حاورت مجموعة من المسنين الذين أصبحوا صمّا بعد الحادثتين مترجمة بالصوت والصورة والإيماء شهاداتهم عن تأثيرات القنبلة الذرية وما فعلته بجيل تلك المرحلة وما خلّفته من إعاقات وأمراض عصبية ونفسية...
"سجّل في صمت" يمكن إدراجه ضمن المسرح التوثيقي لما حملته تلك الستارة الشفافة التي تتحول عند الاقتضاء إلى شاشة عرض لشهادات الضحايا وتسجيلات من الأرشيف وصور يعود تاريخها لأكثر من سبعين عاما...
كما يمكن ادراجه ضمن خانة المسرح الحدايث ذلك أن تقنيات العرض المستعملة تجاوزت العرض ثلاثي الأبعاد بذلك الإبهار والاستغلال المحكم للتقنيات الحديثة والأداء الحرفي للممثلة التي ترجمت كل الأحاسيس والأقوال والأفعال بالإيمان...
في "سجل في صمت" جهلك باللغة الإنقليزية لا يعدّ معضلة تحول دون دخولك في قلب العرض والوقوف على تفاصيله، كل شيء واضح بالصورة ومترجم بالإيماء عليك فقط أن التركيز على حركات الممثلة وانفعالاتها وعلى تلك المتممّات المتغيّرة وهي تنتقل من مشهد إلى آخر...