المسرحية جمعت كل الفنون تقريبا فالموسيقى حية وعلى الركح توزعت آلات موسيقية على غرار القيثارة والطبل الإفريقي والبزق الصغير الحجم، فبالموسيقى تنطلق المسرحية وكلما تغير الحديث عن المكان، أو اختلف الزمان تغيرت معه النوتات الإفريقية التقليدية.
حضر المابينغ فيديو من خلال تمرير مجموعة من الصور "لامادو هامباتي" منذ طفولته إلى كتاباته وكتبه وصوره في اليونسكو ومع أشهر أساتذته، رحلة بالصورة في الذاكرة الإفريقية التي حاول هامباتي تدوينها وتسجيلها حتى لا تتعرض للنسيان ففي إفريقيا موت شيخ حكيم يساوي احتراق مكتبة كما يقول هامباتي.
الجولة تنطلق من الهُنا من الركح إلى الكوت ديفوار وجولة في مدنها من خلال الفيديو لإظهار مكان ولادة الكاتب الإفريقي أيقونة الأدب "الأسود" كما قالوا في المسرحية، الخارطة الإفريقية تشبه الفراشة وكما الفراشة حلّق "هامباتي" في عوالم الكتابة وانطلق من المحلي من خلال تدوين الحكايات الشعبية باللهجة المحلية ليصل إلى العالمية ويصبح نجما وعنوانا للكاتب الحرّ والمسئول عن حماية الهوية الإفريقية من الضياع.
على الركح ممثلين، لم يلتقيا بامادو هامباتي في الواقع لكنهما أحبا إصراره وحبه للقارة الإفريقية، أحبوا دفاعه عن الهويات الإفريقية المختلفة إذ كان يكتب باللهجة المحلية مع الفرنسية والانكليزية، لم يعرفوه يوما لكن كتاباته دفعتهم للبحث في عوالمه وتفاصيل إبداعاته ليكرموه على الرّكح بعمل مسرحي يجمع الرقص والموسيقى وتقنيات السينما مع لعب الممثل، لتكون المسرحية جامعة لكل التلوينات الفنية لتكريم كاتب ولد وعاش وهو يدافع عن القضايا الإفريقية ويكتب للإنسان الإفريقي ويوثق تفاصيله ولهجاته وأفكاره ويحاول نقل الصورة الحقيقية للعالم عن إفريقيا، فإفريقيا ليست مجرد قبائل بل هي ثقافة ضاربة في القدم، ثقافة قديمة قدم الإنسان وجب البحث فيها وكتابة مميزاتها في كتب ومجلدات وكذلك فعل امادوا هامباتي با.