وإذا كان زائر الأمس للموقع الأثري بأوذنة هو زائر اليوم سيشاهد صيحة من التحديث والتطوير واستغلال المساحات .. تعكس العقلية التي اختارت الكشف عن (الفضاء المُحدث) تزامنا مع اليوم العالمي للمواقع الأثريّة والمعالم التاريخيّة، حيث ستقوم بتدشينه وزيرة الشؤون الثقافيّة، الدكتورة حياة قطاط القرمازي في إطار افتتاح شهر التّراث في دورته الحادية والثلاثين، يوم 18 أبريل والدي يستمر إلى غاية 18 مايو 2022.
أوّل مركز استقبال عصريّ لمزيد الترويج للموقع الأثريّ بأوذنة
أوتنا وهو الاسم التاريخي لموقع أوذنة، هو أشبه بمدينة أثرية حيث تبلغ مساحته 120هكتارا، تضم عدة معالم مميّزة على غرار الكابيتول والمسرح المدرج والحمامات العمومية والمنازل الرومانيّة...
وإضافة إلى ما يتميّز به موقع أوذنة الأثري من خصائص جغرافية وطبيعية وثقافيّة، من أبرزها قربه من العاصمة تونس، فإن التحديثات التي أدخلتها وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية على فضاء الاستقبال جعلته أشبه بأحدث المواقع الأثرية التي تضم مرافق وقاعات متطورة ومزودة بالتقنيات التكنولوجية.
ويُنتظر من فضاء الاستقبال الجديد المُحدث من طرف وكالة إحياء التّراث والتنمية الثقافيّة، باعتباره أوّل مركز استقبال عصريّ، أن يساهم في مزيد الترويج للموقع الأثريّ بأوذنة وإبراز خصوصياته، وتنشيط الحركيّة الثقافيّة والسياحيّة والاقتصادية بأوذنة وكامل ولاية بن عروس عبر احتضان عدد من التّظاهرات الثقافيّة والملتقيات الدوليّة الكبرى.
وقد حرصت وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية على الاستغلال الأمثل لكل المساحات المتاحة في موقع أوذنة الأثري لتوفر كافة المرافق، حيث أنشأت مركز استقبال عصريّ مجهّز بأحدث الوسائل التكنولوجية،بتكلقة 2814 ألف دينار.
ويضم مركز الاستقبال قاعة فسيحة يمكن تشكيلها حسب الطلب وتغيير طاقة استيعابها وذلك بتحريك الحوامل الحديدية المعتمدة لتقديم الموقع الأثري بأوذنة، إضافة إلى قاعة مؤتمرات، مساحتها 200م2، بطاقة استيعاب تقدر بمائة شخصيمكن استغلالها لتنظيم ورشات ثقافية وندوات وملتقيات وطنيّة ودوليّة.
وسيجد الزائر مطعما ومقهى بمساحة 190م2، أين يمكنك الاسترخاء والتمتع بجمال الموقع وإطلالته الجميلة، إضافة إلى نقطة مساحتها 52م2 بيع تعرض المنتجات المستوحاة من التراث.
كما تم تركيز جسر معدني بطول 87 مترا، لتسهيل الدخول إلى الموقع، وشرفة مفتوحة على كامل الموقع الأثري بأوذنة.
17 عاما من الترميم والصيانة
وإضافة إلى ماسبق فقد عملت وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية على تمويل الحفريات وعمليات الترميم والصيانة بالموقع الأثريّ بأوذنة منذ سنة 1993 وإلى حدود 2010 .
كما قامت الوكالة بربط الموقع بالشبكة الكهربائيّة وتزويده بالماء الصّالح للشراب، وتحسين تأمين الموقع ومعالمه، يتكلقة تقدر بـ150 ألف دينار.
ومن أجل مزيد من الإشعاع والتعريف بالموقع قامت وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية بتحسين الطّريق المؤدية إلى الموقع وتركيز إنارة عموميّة، إضافة إلى وضع علامات توضيحية بالموقع لتوجيه الزوار ومدهم بالمعلومات اللازمة.
كما قامت الوكالة بتركيز وحدات صحية بالموقع بتكلقة تقدر بـ150 ألف دينار، والإشراف على أشغال موقف السيارات بالموقع بتكلقة تقدر بـ 260 ألف دينار (بتمويل من وزارة السياحة بنسبة 96 %).