المائدة المستديرة، التي انتظمت في إطار ندوة "حياة المدينة من حياة المسرح"، بالمركز الثقافي بمدينة غار الدماء، اثثها نخبة من أساتذة المسرح في تونس بحضور ممثلين عن وسائل الإعلام التونسي والدولي المعتمدة في تونس.
وقد افتتح المائدة الدكتور محمد مسعود ادريس، متحدثا عن أهمية تأسيس فضاء مغاربي للمسرح وما سيساعد من انتاج يجمع ويفيد المنطقة المغاربية بشكل عام.
وفي نفس السياق تحدث عن النشاط المغربي المشترك في مجال المنشورات الدورية وهي المجلة التاريخية المغاربية التي تصدر منذ عام 1972، والتي تصدر حتى الآن.
كما ذكر "إدريس" أن أول تنصيص على المغاربية عام 1912، وذلك في الإسكندرية، من طرف عبد العزيز جاويش وهو من أصول تونسية من ناحية الأم، الذي كان يدرس في فرنسا، مثل كافة المصريين عندما كانت مصر ضد إنجلترا في هذه الفترة.
وقد أسس "جاويش" جمعية تضم عديد المغاربيين المقيمين في مصر، حيث كان لهم تأثير كبير في المجتمع المصري، بحسب الدكتور محمد مسعود ادريس.
وأضاف "إدريس"، أنه في ديسمبر عام 1923، كان مرور الشيخ عبد العزيز الثعالبي بالقاهرة حيث أسس جمعية الجاليات المغاربية بالقاهرة، إثر اجتماع لطلبة مغاربيين في منزل الشيخ "محمد الخضر حسين "وتم تأسيس جمعية "طلبة جاليات شمال أفريقيا" بالقاهرة، ولم يتم التعريف بها لأن المؤرخين ركزوا على جمعية "طلبة شمال أفريقيا المسلمين في فرنسا" التي تأسست عام 1927، وكان سكرتير جمعية القاهرة "محمد علي شقرون".
لكنه أوضح أن هذا التعاون المغاربي لم تتخلله فكرة التعاون في مجال المسرح، قائلا: "نحن ندفع ثمن اللا مغاربي غاليا جدا، وبحسب الدراسات فإن هدا التعاون سيوفر 3 بالمائة من الدخل القومي للبلاد التي تنتج عن المشاريع والصفقات المشتركة".. موضحا أن السوق التونسية ضيقة صغيرة جدا بالنسبة للمسرح من ناحية الإنتاج والتوزيع للعروض المسرحية والتعاون المغاربي سيوسع هذه السوق وليس فقط في المسرح بل في العديد من الفنون الأخرى.
وكانت مقدمة الدكتور محمد مسعود ادريس مدخلا هاما علق عليها المخرج وليد الدغسني مؤكدا على اهمية هذا الهيكل الذي سيساهم في تطوير واثراء الحركة المسرحية في الوطن العربي.
واشار "الدغسني" الى ان تلاقح وتبادل الخبرات مما يسهم في تطوير المعالجة للقضايا المجتمعية والانسانية على خشبة المسرح نتيجة اللقاءات بين رموزه في العالم.
وقد وضع الدكتور "محمد الكشو" اصبعه مباشرة على الجانب العملي، عندما أكد على ضرورة صياغة مخرجات هذه المائدة في ورقة عمل يتم اعتمادها خلال التحرك لإخراج هذا الهيكل المغاربي من طور التنظير الى التطبيق.
وقد ساهم الجانب الاعلامي الحاضر لمتابعة وتغطية هذه المائدة في وضع أهمية دراسة بعض القضايا الهامة قبل وخلال التحرك لتأسيس هذا المشروع الثقافي العربي.
فقد تحدث الاعلامي المصري، مراسل وكالة انباء "اسيا إن" الكورية، خالد سليمان عن تأثير توسع هذا الهيكل عربيا بما قد يجعله خاضعا للإملاءات من طرف بعض الدول المانحة بما يقيد حركة المسرح وهذا عكس الهدف الذي سيتكون من اجله.
وأضاف "سليمان" أن هذا الهيكل حتى وإن اقتصر على دول المغرب العربي سيصطدم بالواقع السياسي بين بعض دوله، في إشارة الى الجزائر والمغرب، مؤكدا على ضرورة إيجاد التوافق بين الجانبين قبل التحرك نحو تأسيس هدا الهيكل التعاوني المغاربي.
كما طرحت الإعلامية والمذيعة بالإذاعة الوطنية التونسية، اماني بولعراس سؤالا حول المسرح والمسرحي التونسي، وما يملكه من قوة تأثير على صناعة القرار في البلاد.
واضافت بولعراس أن الفنان التونسي يمتلك حقا مكانة الضغط و"التخويف" للسياسيين لكن قد تكون قدرته على التأثير في صناعة القرار مازلت تحتاج مزيدا من البحث.
سؤال "بولعراس" قد يكون محاولة لاستنهاض الهمم لدى الحاضرين واستحضار العزم على ان يتخذ المسرح والفنان التونسي مكانه ومكانته في مسيرة التقويم الاجتماعي والثقافي والسياسي.
وعلى ايقاع سؤال أماني بولعراس، أكد الدكتور سيف الدين فرشيشي على أن المسرح والمسرحي التونسي مازال له كلمته وتأثيره على كافة المستويات الاجتماعية والثقافية والسياسية في تونس.
وفي الختام اتفق الجميع على ان يكون هناك متابعة للتحرك من أجل تأسيس هذا الهيكل المغاربي، وذلك خلال الدورة القادمة للمهرجان على أمل ان تكون جندوبة أرضا ينطلق منها التحرك نحو التعاون الفني العربي والدولي لدعم الحركة المسرحية.