أختارت المجموعة تقديم ترجمة للعمل بالعربية وهذا نادرا ما نجده لدى الفرق المسرحية الأوروبية وهو ما يسهل على الجمهور العربي التواصل مع هذا العمل الذي يطرح فكرة محنة الأنسان الحديث وسط التحولات التكنولوجية والرقمية من خلال حياة يومية لعائلة سويسرية في الريف في أول القرن العشرين تتطور حياتها مع تطور التكنولوجيا وترصد الصراع بين الأب والابن فكلاهما يرى الحياة بنظرة معينة إلى أن تصل علاقتهما إلى حد التصادم.
المسرحية تطرح غربة الأنسان الحديث وسط هذا التقدم التقني والتكنولوجي والرقمي فقد تغيرت حياة الأنسان الحديث من الريف والطبيعة الجميلة والاكلات التي تعدها الأم والزوجة بكل ما في ذلك من حميمية إلى حياة التواصل الافتراضي والأكلات المعلبة والسريعة بكل ما تحمله من مخاطر على الأنسان صحيا.
حكاية المسرحية بسيطة تطرح موضوع غربة الأنسان الحديث في العالم انطلاقا من قرية سويسرية ليشمل الأنسان بمعناه الكوني وقال المخرج اندريه بينات في تقديمه للعمل أنه التقى جمهورا من جنسيات مختلفة في مهرجان أفينيون، أكدوا له أن المجموعة نجحت في طرح موضوع أنساني هو غربة الإنسان ومتاهته الذي أصبح أسير التقنيات الحديثة ولم يعد ممكنا التخلص منها أو القطع معها. مسرحية تحيا الحياة التي تخللتها الكثير من المقاطع الموسيقية المباشرة وأغاني الأوبرا هي دعوة للانتصار للحياة ضد زمن حنط الإنسان وأفقده كل الأبعاد الروحية وحوله إلى مجرد آلة و"ربو" بلا مشاعر ولا أحلام. وهي من التجارب القليلة التي اعتمدت في المسرح الموسيقى دون آلات تسجيل فكل شيء على الركح أمام المشاهد.