وكانت البداية في هذا العام 2019، زيارة إلى معالم مدينتي سوسة والمنستير، متحف سوسة الأثري، الجماع الكبير، رباط سوسة، رباط المنستير (قصر هرثمة) وقصر الحبيب بورقيبة. وكانت وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية قد نظمت زيارتين سابقتين إلى مدينتي قرطاج والقيروان، إضافة إلى 3 سهرات فنية في إطار إحياء ليالي متحف باردو، وذلك خلال شهر رمضان اختتمها بجولة ليلية داخل المتحف، ثم التفتت الوكالة لعدد من البرامج الأخرى تزامنا مع المهرجانات الصيفية مرجئة استئناف الزيارات مع بداية العام الجديد، بحسب ما صرح به مدير الوكالة، كمال البشيني، في تصريح لـ «الرؤية الإخبارية" التي التقت به خلال زيارة قصر بورقيبة.
وأضاف "البشيني" أن برنامج الزيارات متواصل ليشمل كافة معالم تونس، موضحا أن المهرجانات الثقافية متواجدة على مدار العام مثل ليالي متحف باردو وليالي متحف سوسة. وغيرها من التظاهرات التي تساهم في إضفاء الحركية الثقافية والسياحية وأيضا الاقتصادية في البلاد التونسية.
وأوضح كمال البشيني أن البرنامج الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع المعهد الوطني للتراث وبإشراف وزارة الشؤون الثقافية من الممكن تطويره ولما لا يتم إعطاءه بعدا عربيا... المزيد في الفيديو التالي:
{vembed Y=Ymr-yzAtLhU}
المتحف الأثري بسوسة
المتحف الأثري بسوسة، جوهر الساحل التونسي، هو الثاني في العالم من حيث تراث الفسيفساء التي يحتويها، ينتصب على جزء من القصبة يشرف على كامل المدينة تم إنشاؤه منذ سنة 1951.
واصطحب مدير متحف سوسة الأثري، لطفي بالهوشات الوفد الإعلامي واستعرض معه ما يحتويه المتحف من مجموعات متنوعة تتكون من عدد كبير من اللّوحات الفسيفسائية والمنحوتات والأثاث الجنائزي والتماثيل والمسلات والنصب النذرية الحجرية التي تعود إلى العصور القديمة والحضارات المتعاقبة على منطقة الساحل.
وتبلغ مساحة قاعات المتحف المقامة تحت أرضية الفناء الأكبر للقصبة نحو ألفي متر مربع، تغطيها أضواء طبيعية واصطناعية تبرز المجموعات المتحفية، وهو ما تبرزه الأرضيات الفسيفسائية التي تعود إلى العصر الروماني والتي تعد واحدة من أضخم المجموعات في الحوض المتوسّطي نظرا لما تحيل إليه من ثراء في المعاني والدلالات التي يمكن اكتشافها من خلال الألوان النابضة بالحياة والتكوينات الفنيّة وما تحيل إليه من معتقدات وألعاب والنشاط الفني والإنساني في الحقبة الرّومانية المتمثلة في الأواني المصنوعة من الفخار الأحمر الفاتح وما تحويه من زخرفة التي تم اكتشافها في سوسة.
من جهة أخرى تعرض القاعة المخصّصة للحقبة المسيحيّة مجموعة اللّوحات الفسيفسائية والمسلات والنقوش الجنائزية التي تم العثور عليها في السراديب تحت الأرضية بمدينة سوسة وهي تعد الأكثر أهمية في العالم القديم بعد تلك الموجودة بروما.
{vembed Y=E9uZxnnW3Lg}
الجامع الكبير أو الجامع الأعظم بسوسة
الجامع الكبير أو ما يسمى الجامع الأعظم بسوسة الذي يتشابه كثيرا مع جامع عقبة ابن نافع بمدين القيروان، لكنه الجامع الوحيد الذي لا توجد به مئذنة، وذلك لأن على بعد أمتار منه يوجد رباط سوسة الذي يعلوه برج مستدير لمراقبة حدود المدينة وأيضا يرفع منه الآذان، لذلك لم يتم مئذنة للجامع، بحسب الدكتور في علم الآثار، محمد علي.
وأضاف محمد علي، أن الجماع الكبير بسوسة كان منارة للعلم حيث كان الطلبة يأتون إليه للدراسة ويقيمون على مقربة منه في حصن الرباط، وكان يسند شهاد علمية معترف بها.
الجامع الكبير بسوسة تم بناؤه سنة 236 هجريا بأمر من الأمير أبي العباس محمد بن الأغلب وأدخلت عليه تغييرات وزيادات خلال القرنين العاشر والسابع عشر.
وهو مجاور للرباط ومنه أخذ مظهره المحصّن بسور ذي شرفات وببرجي مراقبة قبالة الشاطئ حيث يمكن أن يهجم مغيرون من وراء البحر.
{vembed Y=sdSGr7zRs-Q}
رباط سوسة
هو أحد الحصون التي كانت تشيد من أجل حماية المدن من الهجمات الخارجية، وتم تشييده في أواخر القرن الثامن ميلادي.
وهو مبني من الأحجار الكبيرة الصلبة التي تتحمل ضربات المدافع عندما بدأ استخدام البارود في الحروب القديمة.
رباط سوسة بأسواره المنيعة يعلوه برج للمراقبة كما كان يرفع منه آذان الصلاة بدلا من الجامع الكبير الذي لم يتم تشييد مئذنة له.
والمبنى المكوّن من طابقين مفتوحين على ساحة تحيط بها من جميع جوانبها أروقة مقنطرة. الطابق الأعلى تحتله حجرات بسيطة مخصّصة للمرابطين ومسجد فسيح، وتوجد غرف لإقامة المرابطين والتي كان يسكنها طالبو العلم الذي يدرسون في الجامع الكبير.
{vembed Y=RCkNAFaAdBg}
رباط المنستير
رباط المنستير أهمّ وأقدم الحصون الدفاعيّة الإسلامية في المغرب العربي، وأبرز معالم مدينة المنستير التونسية، شيده القائد العباسي ووالي إفريقية هرثمة بن أعين سنة 796، وأدخلت عليه في العهد الوسيط عدّة تحسينات وتغييرات.
فقد كان في البداية رباعيّ الأضلاع، متألّفا من أربعة مبان تفتح على صحنين داخليّين وبالإضافة إلى الحجرات الصغيرة المخصّصة للمجاهدين المتعبّدين الذين كانوا يضطلعون بوظائفهم العسكريّة ويعكفون في نفس الوقت على الصلاة والتأمل، يحتوي الرباط على مسجدين، يأوي أوسعهما اليوم مجموعة فريدة من لوازم العبادة والصناعات التقليديّة في العهد الوسيط.
ويمكن الصعود في مدرج حلزوني الشكل، به حوالي مائة درجة، للوصول إلى برج المراقبة الذي كان يتمّ منه تبادل الإشارات الضوئية، في الليل، مع أبراج الرباطات المجاورة، والذي يتيح للزائر التمتّع بمشهد رائع على مدينة المنستير وشاطئها.
{vembed Y=ddT3w_UsK3E}
قصر الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بالمنستير
الزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، وهو أصيل مدينة المنستير جزء هام من تاريخ تونس المعاصر وتعتبر متعلقاته أثرا يحكي عنه، وداخل أحد قصوره كانت إحدى سياراته وهي من نوع مرسيدس تقف في فناة المدخل إلى القصر الذي يحوي مكتب وقاعة استقبال، ويتألف القصر من ثلاث طوابق بخلاف الطابق الأرضي. ويتكون الطابق الأول من قاعة لتناول الطعام والمراسم وغرفة اجتماعات وقاعات للجلوس، أما الطابق الثاني يتكون من غرف للنوم وبيت للاستحمام، والطابق العلوي الذي يفتح على مساحة كبيرة يقابلها شط البحر، وتوجد به قاعة للجلوس والاستجمام. شاهد الفيديو
{vembed Y=RCVbPvwvrqE}