تحت عنوان "المسرح والإبادة والمقاومة: نحو أفق إنساني جديد"، نظمت الهيئة المديرة لأيام قرطاج المسرحية ندوة فكرية دولية تتناول هذه القضايا الملحة، حيث تركز النقاش على دور المسرح في مواجهة الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون، خاصة في ظل الأحداث الأخيرة المعروفة بـ"طوفان الأقصى".
اقرأ ايضأ:-
- الإبادة والمقاومة: سياق تاريخي وثقافي
تتجلى أهمية هذه الندوة في اللحظة التاريخية التي يمر بها الفكر الإنساني التحرري، حيث يتطلب الأمر مسرحاً مناهضاً للإبادة أكثر من أي وقت مضى.
فالمسرح لا يمثل فقط وسيلة للتعبير الفني، بل هو منصة للحوار والنقاش، حيث يمكن للأفكار أن تتصارع وتتناقش في جو من الحرية.
إن إعادة تأسيس الفكر المدافع عن الإنسانية يتطلب استلهام التجارب الإنسانية من الأدب والفن والفلسفة، مما يجعل المسرح مِصْهَرًا يجمع بين مختلف المعارف.
- محاور الندوة: رحلة فكرية عميقة
على مدار ثلاثة أيام، تناولت الندوة مجموعة من المحاور الجمالية والإيتيقية المتعلقة بالمسرح وممارسات الإبادة والمقاومة. ومن بين هذه المحاور:
- الخصوصيات الجمالية لمسرح الإبادة: كيف تعكس الأعمال المسرحية تجارب المجتمعات خلال فترات الاستعمار والرأسمالية الاستهلاكية.
- إيتيقا الدمار والإبادة: كيفية تحويل مشاهد الدمار إلى تجارب مسرحية تعكس الألم والمعاناة.
- علاقة الفن المسرحي بعلوم الإنسان: دراسة كيف تسهم الفنون في تشكيل ذاكرات الشعوب وهوياتها.
- ابتداع المستقبلات الممكنة: كيف يمكن للمسرح أن يساهم في بناء آفاق جديدة للمقاومة.
تحت إشراف مجموعة من الأكاديميين والفنانين العرب والأفارقة، تم تقديم أوراق بحثية ومداخلات تسلط الضوء على تجارب مسرحية مختلفة وتاريخها وتأثيرها.
- المسرح كأداة مقاومة
يعتبر المسرح أداة فعالة لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه الشعوب، فهو يوفر مساحة للتعبير عن الآلام والآمال.
كما أنه يعيد تشكيل الذاكرة الجماعية ويعزز من روح المقاومة لدى الأفراد والمجتمعات.
في هذا السياق، يُبرز المشاركون أهمية المسرح كوسيلة لتوثيق الأحداث التاريخية والتعبير عن الهوية الثقافية.
- ختام الندوة: نحو أفق إنساني جديد
مع اختتام هذه الندوة الفكرية، تبقى الأسئلة مفتوحة حول كيفية استخدام المسرح كأداة للتغيير الاجتماعي والسياسي.
إن الفكرة الأساسية التي تم تداولها هي ضرورة وجود مسرح يساهم في إعادة بناء الفكر الإنساني ويعمل على كسر الحواجز بين الفنون والعلوم الاجتماعية.
إن المستقبل يتطلب منا جميعاً العمل على تعزيز هذه الروابط لنستطيع مواجهة التحديات التي تطرأ على الإنسانية.
في النهاية، يبقى المسرح رمزاً للأمل والمقاومة، وصرخة ضد الظلم والإبادة، مما يجعله ضرورة ملحة في زمن تتزايد فيه الحاجة إلى صوت الحق والعدالة.