مجموعة من اللوحات، تعبر الزمان والمكان وتغوص في الحياة اليومية للتونسيين ارتسمت على الخشبة واستمدت واقعيتها من خصائص مسرح الحمامات. وعلى إيقاع صوت الأمواج وعناق الأضواء والسماء، اتخذت اللوحات بعدا يراوح بين السحر والواقعية ويستلهم تفاصيله من تناقضات اليومي ومن تعاقب الليل والنهار وتنافس الشمس والقمر.
قصة الفصول الأربعة التي تخطها الحياة في رحلة كل إنسان ظهرت على الركح بأكثر من مشهدية سعت من خلالها الكوريغرافيا إلى إعادة بلورة الواقع استنادا إلى أجساد الراقصين وتمثلاتهم لما حولهم.
اقرأ ايضأ:-
قسوة الشتاء وحلاوة الربيع وسحر الصيف وتقلبات الخريف جميعها نقلتها أجساد الراقصين في لوحات مزجت بين الكوريغرافيا والموسيقى وعكست كلّ فصل بما يحمله من خصائص.
على الخشبة تجسدت مواجهة جريئة بين موسيقى "فيفالدي" وموسيقى التكنو وأجساد الراقصين والراقصات الذين أضاف كل منهم من روحه وطاقته للعرض.
وفي الندوة الصحفية الخاصة بالعرض، قال الكوريغراف الإيطالي ايميليو كالكانيو إن هذا العرض مهم بالنسبة له، وقد تم تطويره تدريجيا على إيقاع أجساد الراقصين الذين ظل بعضهم منذ النسخة الأولى وغادر بعضهم ليعوضهم راقصون آخرون.
في سياق متصل، أضاف أنه أراد أن بستنطق أجساد الراقصين التونسيين عبر موسيقى الباروك عبر الفصول الأربعة لأنطونيو فيفالدي، لافتا إلى أن الراقصين استغربوا في البدء إذ اعتقدوا أن الكوريغرافيا ستقوم على الرقص الكلاسيكي.
وتابع بالقول "تكمن قوة العرض في الراقصين التونسيين المنفتحين على كل الملاحظات والتصورات.. ولكل راقص تونسي هوية خاصة وفهم خاص للرقص وقدرة على تجسيد المطلوب".
وأشار إلى أن كوريغرافيا الفصول الأربعة تجسد العلاقات الإنسانية في تمظهراتها الكثيرة وتتجاوز الزمان والمكان من أجل التغيير، مضيفا أن سحر مسرح الحمامات أعطاها معنى آخر ، وهو ما أكده الفريق الحاضر خلال الندوة الصحفية من راقصين وعازفين.
وقد أجمع الكل على أن تقديم الكوريغرافيا على ركح مهرجان الحمامات الدولي بمثابة التحدي في علاقة أجساد الراقصين بالفضاء، وعلى أن هذا التحدي شحن الفريق بطاقة لا تضاهى.
وبعد كوريغرافيا "الفصول الأربعة"، يكون جمهور مهرجان الحمامات الدولي على موعد مع مجموعة "الكترو دو لوكس" في سهرة الأربعاء 31 جويلية 2024.