الرؤية المصرية:- في خطوة تعكس عمق الوفاء الوطني لمن أضاءوا شاشات السينما والمسرح لعقود، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيهاته الحكومية للتكفل الكامل بعلاج ورعاية صحية جميع كبار الفنانين المصريين الذين يواجهون تحديات صحية، وفق تصريحات الفنانة نهال عنبر، وكيل نقابة المهن التمثيلية، لقناة RT اليوم الخميس.
هذا القرار الشامل، الذي أثار موجة من الامتنان في الأوساط الفنية، يتجاوز حالة الفنانة عبلة كامل –التي تلقت دعماً رئاسياً لعلاجها– ليشمل كل رواد الفن الذين ساهموا في بناء الوجدان الثقافي المصري، مما يؤكد التزام الدولة بتقدير إرثهم غير القابل للتقويم.
أوضحت عنبر، المسؤولة عن الملف الصحي في النقابة، أن هذه المبادرة الرئاسية ليست رد فعل عابر بل سياسة مستمرة تهدف إلى توفير مظلة رعاية شاملة، تشمل التدخلات العلاجية والدعم المالي اللازم.
"القرار يمتد ليشمل جميع الفنانين الكبار الذين يحتاجون إلى علاج أو رعاية صحية،" قالت، مشددة على أن مكانة عبلة كامل الفنية والشعبية –رغم عظمتها– لا تحول دون شمولية التوجيه.
وفي بيان رسمي أصدرته النقابة برئاسة الدكتور أشرف زكي، عبرت عن "بالغ الشكر وعظيم الامتنان" للرئيس السيسي، معتبرة هذه اللفتة تعبيراً عن "حرص الدولة على الوفاء لأبنائها المخلصين الذين أسهموا في إسعاد الشعب وتشكيل هويته الثقافية".
يأتي هذا الإعلان في سياق تصاعد الاهتمام بصحة الرموز الفنية، حيث أبلغت تقارير إعلامية عن حالات عديدة لفنانين كبار يعانون من أمراض مزمنة أو احتياجات علاجية مكلفة في مراحل عمرهم المتقدمة.
على سبيل المثال، سبق أن أثار مرض الفنانة عبلة كامل –البالغة من العمر 80 عاماً ومعروفة بأدوارها البارزة في مسلسلات مثل "الإمام" و"لن أعيش في جلباب أبي"– موجة تضامن شعبي، مما دفع الحكومة إلى الاستجابة السريعة.
وفقاً لبيان النقابة، فإن هذه الرعاية لا تقتصر على التغطية الطبية بل تمتد إلى الدعم اللوجستي، مما يخفف العبء عن عائلات هؤلاء الفنانين ويحافظ على كرامتهم.
من الناحية الأوسع، يعكس القرار رؤية استراتيجية لدعم القوة الناعمة في مصر، حيث يُنظر إلى الفنانين كجزء أصيل من الحضارة الوطنية.
خبراء في الشأن الثقافي يرون فيه خطوة تعزز التماسك الاجتماعي، خاصة مع تزايد التحديات الصحية الناتجة عن التقدم في العمر لدى جيل السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
"هذا التوجيه يؤكد أن الفن ليس مجرد ترفيه، بل استثمار في الهوية الجماعية،" يقول الدكتور محمد الغزالي، أستاذ الفنون المسرحية بجامعة عين شمس، في تصريح لـ"الأهرام".
ويأتي القرار أيضاً في وقت تشهد فيه النقابة تطورات داخلية، مثل إعادة انتخاب أشرف زكي نقيباً، مما يعزز من قدرة الجهاز النقابي على تنفيذ مثل هذه المبادرات.
يبدو أن هذه المبادرة الرئاسية ليست نهاية الطريق، بل بداية لآليات أكثر شمولاً قد تشمل صناديق دعم فني دائمة. هل ستلهم هذه الخطوة دولاً أخرى في المنطقة لاحتضان رموزها الثقافية بنفس الحميمية، أم أنها مجرد لحظة وفاء مصرية فريدة؟ الإجابة تكمن في استمرارية التنفيذ، لكن اليوم، ينبض قلب الوجدان الفني بأمل متجدد.