تنطلق إذن، من 7 إلى 13 نوفمبر 2023 الدورة الأولى "لمواسم الإبداع" لتكون لبنة أولى في مسار تشييد مستقبل المسرح التونسي بجميع تشكلاته وأطيافه وعلى اختلاف رؤاه و توّجهاته، فالمسرح في تونس اتخذ منذ البدايات تمثلات شتى وأنتج تجارب ومدارس مسرحية صارت أنموذجا لا على الصعيد الوطني فحسب وإنما حتى على المستويين الإقليمي والدولي، وهو ما يؤهله كي يجدد دوما من آلياته وأدواته ويفتح الآفاق رحبة لاستكشاف مكامن إبداعية جديدة.
ستكون تظاهرة مواسم الإبداع المسرحي "مهرجانا حاضنا" لكل المسرحيين التونسيين وخير حافز لهم لتقديم إنتاجاتهم لجمهور متعطش "لإبداع فني وطني" يجدد كل ذلك الألق الذي تميز به المسرح التونسي منذ بداياته وفي حقب زمنية غير بعيدة.
ولعل حرص مؤسسة المسرح الوطني على تجميع المسرحيين في تظاهرة وطنية كبرى لمدة أسبوع تقريبا، يؤكد سعيها إلى شحذ الديناميكية المسرحية وتوطيد أواصر التلاقي بين المسرحيين في مابينهم من ناحية وتمتين علاقتهم بجمهور يعشق الفنون الركحية ويبحث دوما في مختلف التجارب المسرحية الوطنية على ما يلبي "شغفه"، ولمثل هذه الأسباب خطط المسرح الوطني لتنظيم تظاهرة "مواسم الإبداع" لتمثل طيلة أيامها قبلة الجميع مسرحيين وجمهورا لتمتين هذه الصلة الحميمة مع الفن الرابع أرقى الفنون وأنبلها.
لقد اختارت مؤسسة المسرح الوطني التأسيس لمسار "مواسم الإبداع" في إطار احتفائها بالذكرى الأربعين لتأسيسها وهو اختيار له دلالته العميقة ومفادها أن الإبداع طريق طويلة وليس مجرد خطوات، ولكي تكون هذه "المواسم" تتويجا للمبدعين تم إبرام اتفاقية شراكة مع مؤسسة عبد الوّهاب بن عياد (فابا) لرصد جوائز تصل قيمتها الجملية إلى 80 ألف دينار تكفلّت به مشكورة مؤسسّة (فابا) لإيمانها بأهميّة الإبداع الثقــــافي و الفـــنّي وخاصّة منه النّشاط المسرحي وستكون هاته الجوائز من نصيب أولئك الذين تميزوا في كل الفنون الركحية.
سنسعى إلى أن تكون "مواسم الإبداع المسرحي" بحق خطوة أولى وحقيقية على درب ترسيخ إبداعات المسرح التونسي الذي تميز ماضيا ويتألق حاضرا وسيزيد إشعاعا في المستقبل.