عوض سلام يكتب من تمغزة عن "طائر الرُخ" و"معطف جوجول"

اختتام الدورة الرابعة والثلاثين لمهرجان الواحات الجبلية بتمغزة

شبكة الرؤية الإخبارية المصرية/ تونس/ توزر (جنوبي غرب)/ تمغزة/ من: عوض سلام:-

عاد مهرجان الواحات الجبلية إلى تمغزة ليزيل عنها أثار ثلاث سنوات كانت كافية لتناثر الغبار على كل ما فيها، بينما ظلت الهمم والروح عالقة بالعودة والصحوة من جديد لهذه التظاهرة الحلم الذي تعيشه أهالي المدينة أياما كل سنة، لتنتظر عودته من جديد.

اختتام دورة العودة لمهرجان تمغزة للواحات الجبلية

وكجزء من هذا الوطن، وكعزيمة أهله، لم يرض أهل تمغزة بالجلوس عند حافة الشلال الكبير، أو في أعالي جبال الشبيكة رامقين أحلامهم تذوب تحت شمس يراها البعض حارقة بينما رآها آخرون مشرقة، فتكاتفت الايدي وخرج المهرجان من صحوة الموت وغفوة الحياة.

ربما هذا ما أرادت أن تقوله آية عبد الباقي فردي، رئيسة الدورة الرابعة والثلاثين لمهرجان الواحات الجبلية بتمغزة.

ثلاثة أيام كانت كجرعة الماء لقادم من صحراء ملتهبة، كي لا يموت، ولكن ليس كي يعيش، الا أذا أراد، وأراد الله، فكانت لمعة عيونهم وكأنها لسان حال يقول: إذا الشعب يوما.."ومن قالها تلته قابعة عندهم.

فأيام من الفرح عادت فيها ضحكة الطفل وفرحة الأهل، مع دقات الطبول، وأصوات المزمار، مع أصوات خرير ماء الشلال فانفرجت الاسارير وعاد الدر إلى مكمنه .

بين حفلات للشباب والكهول كانت الأنشطة للأطفال، ومع أهازيج وفلكلور صدحت ليعود صداها من بين الجبال.

ومهرجان الواحات الجبلية بتمغزة هو واحد من أهم المهرجانات الثقافية والفنية في تونس، وفي الماضي كان يشهد المهرجان مشاركة فنانين من تونس ومن بلدان أخرى في المنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا، مما أكسبه صفة المهرجان الدولي في الماضي.

 المهرجان فرصة لعرض الفنون المختلفة، بما في ذلك الموسيقى والرقص والفنون التشكيلية والأدبية والصناعية التقليدية، كما يتضمن  أيضًا معارض فنية وحرفية وورش عمل وعروض مسرحية وسينمائية وأنشطة للأطفال.

انضافت إلى هذه الدورة، دورة العودة" مباراة لقدماء كرة القدم، وماراطون في العدو، وإن كانت هذه الأنشطة محاولة من إدارة بذلت كل قدراتها لخلق فقرات تثري المهرجان إلا أنها استرعت اهتمام العديد من المواطنين واعادت إليهم الاهتمام بمثل هذه الأنشطة الرياضية.

ويهدف مهرجان الواحات الجبلية بتمغزة إلى دعم التبادل الثقافي والفني بين الثقافات المختلفة، وتعزيز الوعي بالتراث الثقافي والتقاليد في المنطقة، كما أنه مناسبة سنوية للسياحة الثقافية، ويجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.

وتعد المهرجانات والأحداث الثقافية من أهم الأسباب التي تجذب السياح والزوار إلى المدن والمناطق السياحية، وتشكل عاملاً رئيسياً في تعزيز الاقتصاد المحلي وتنميته.

كما تعمل المهرجانات الثقافية على تعزيز الصورة الإيجابية للمدينة والترويج لها كوجهة سياحية مثيرة ومتنوعة.

دورة العودة لمهرجان تمغزة للواحات الجبلية اسدلت سترا على جهود محلية أعطت درسا في حب البلاد "كما لا يحبها أحد"، فشع الخير في القلوب الطيبة لأهل المدينة المتطلعة لما هو أسمى، وهي تطلعات مشروعة لـ"طائر الرخ"، فعجبا أن تعيش تمغزة حلما يتحول إلى "معطف جوجول"، ولن تدع تونس ابنا لها يقول : أنا من أهل المدينة المنكوبة يا سيدي، ما جدوى الحديث عن التفاصيل ؟!


  • معطف جوجول .. الرواية الروسية الشهيرة التي كتبها نيكولاي جوجول، عن أكاي أكاكيفتش الموظف الاعتباري، الذي ظل طويلاً يحلم بأن يلبس معطفًا فاخراً من الفراء. بعد أن ينجح في ادخار ثمن المعطف، ويقوم الترزي بتفصيله له.. يلبسه ويخرج في الليل العاصف والصقيع وقد بلغ قمة النشوة والسرور، وهنا ينقض عليه لصوص مسلحون فيضربونه ويسرقون المعطف.. النتيجة أنه يعود لبيت أمه، حيث يصاب بالحمى أياماً عدة، ويهذي ثم يموت!
  • الرُخّ طائر أسطوري هائل الحجم، تذكر بعض الروايات أنه قادر على حمل وحيد القرن، وقد ورد ذكره في رحلات السندباد البحري في كتاب ألف ليلة وليلة. وقد ورد ذكره في رحلة ابن بطوطة عند حديثه في رحلة خروجه من الصين.