وفي حضور إعلامي تونسي ودولي أفتتحت المديرة العامة لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، السيدة/ آمال حشانة اليوم الترويجي بكلمة رحبت من خلالها بالحضور من الطواقم الفنية التي أشرفت على تنفيذ هذه الأفلام، واللجان العلمية التي تابعت التنفيذ، والضيوف من الفاعلين في المجال السياحي، والمحافظة على التراث.
وقدمت آمال حشانة الأفلام الوثائقية، وهي أربعة، ثلاثة منها ركزت على التراث الثقافي غير المادي، وهي: صناعة الفخار بالبرامة – طول الشريط 13 دق، القرميد التقليدي بتستور – توقيت 13 دق، وصناعة السرج والتراث المتعلق بالفروسية في تونس– طول الشريط 14 دق.
أما الفيلم الرابع فقد تناول جانبا من التراث الثقافي المادي الدي تزخر به ربوع تونس، بعنوان: القصرين أرض التاريخ– طول الشريط 26 دق.
وفي لقاء حصري مع شبكة "الرؤية" الإخبارية المصرية، صرحت المديرة العامة لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، آمال حشانة بأن هناك بعض مشاركات في مهرجانات دولية لبعض الشرائط الوثائقية، في انتظار نتائج إيجابية.
وحول الترويج لهذه الأفلام الوثائقية قالت "حشانة" أن هذا الأفلام مترجمة إلى الفرنسية والإنجليزية، كما سيتم ترجمة فيلم "قرميد تستور" إلى الإسبانية.
وسلطت آمال حشانة الضوء على أن هذا الإنتاج هو نوع من وسائل الإعلام التي تحافظ على التراث من خلال عرض حقائق من الماضي لتثقيف الأجيال الحالية والمستقبلية، إضافة إلى إبراز التاريخ الشفهي والتقاليد والثقافة في فيلم وثائقي لتقديم منظور حول الأحداث التاريخية وتوثيق المجتمعات كما هي موجودة اليوم.
وتوفر الأفلام الوثائقية وسيلة للحفاظ على التاريخ حيا خارج الوثائق التاريخية، كما تساعد الأشخاص على فهم التاريخ وتقديره من خلال عدسة الكاميرا.
وبعد عرض فيلمي : صناعة الفخار بالبرامة، والقرميد التقليدي بتستور، فُتح باب النقاش مع الفريق الفني المنفذ، والمخرج المنصف بسباس حول بعض وجهات النظر التي تحفظت على ظهور أطفال، الأمر الذي تم توضيحه بأن الغرض هو إظهار توارث مثل هذا التراث من الأجداد إلى الأحفاد.
"القرميد التقليدي بتستور" على امتداد 13 دقيقة اختزل مراحل تصنيع هذا الإرث الثقافيّ منذ الأصول الأندلسيّة وصولا إلى أيدي الشباب اليانع الذي كان امتدادا للاجداد.
وفي نفس السياق سلّط الشريط الوثائقيّ "صناعة الفخار بالبرامة" الضوء على المعارف المرتبطة بالفخار في منطقة البرامة من ولاية سليانة والخصوصيات التي توارثتها المرأة عبر الأجيال.
كما أوضحت آمال حشانة أن الغرض من مثل هذا التوثيق هو الحفاظ على الذاكرة التاريخية للتراث غير المادي، أكثر منه الترويج السياحي، في توضيح منها بأنه إلى جانب دور الأفلام الوثائقية في الحفاظ على التراث، فإنها مفيدة للمؤرخين والمتحمسين من خلال توفير جدول زمني للأحداث والثقافات الماضية، وذلك في معرض حديثها والرد على ملاحظة ظهور وجه الأطفال في الفيلم.
وقد عبر الحضور عن اعجابهم بفيلم صناعة السرج والتراث المتعلق بالفروسية في تونس سواء من ناحية الصورة أو المحتوى وطريقة السرد، في تزامنها مع الخلفية الشعرية والموسيقية.
وعرض شريط "صناعة السرج والتّراث المتعلّق بالفروسية في تونس" صناعة السرج والمهارات المرتبطة بهذه الحرفة التقليدية، وتاريخها وجماليتها وكيف يتم استعراضها في المناسبات الثقافية والمهرجانات.
أما الفيلم الرابع "القصرين أرض التاريخ" فقد أثار جدلا بين الطاقم الفني والإعلاميين والفاعلين في المجال السياحي ومروان المولدي والمخرج سليم العابد.
فبينما كان الفيلم مليئا بالمعلومات الهامة حول المواقع الأثرية الموزعة على أنحاء ولاية القصرين، إضافة إلى طريقة سرد المعلومات والصورة الرائعة لتلك المواقع، إلا أنه كان هناك تحفظا على طول الفيلم، وسط آراء بأنه كان يجب تقسيمه بحسب كل منطقة، لكسر ملل المشاهد.
بينما رأي البعض أن تجميع كافة المعلومات تحت إسم القصرين- الولاية التي تشمل كافة المواقع الأثرية- حيث أن ذلك يساعد المتلقي على معرفة الإقليم المحدد لكل موقع.
الشّريط الوثائقيّ "القصرين أرض التاريخ" كان عبارة عن رحلة رفقة "مريم" الطالبة التي تعشق ما تدرسه حول التاريخ والتراث، واخذت المشاهدين إلى أهمّ مدن القصرين التاريخيّة انطلاقا من حيدرة مرورا بتلابت وتالة والقصرين وسبيبة وسبيطلة... للتعرّف على أهمّ معالمها التاريخية ومواقعها الأثريّة الشاهدة على عراقة وتاريخ هذه المنطقة.
ويأتي هذا اليوم الترويجي، أياما فقط، بعد مثيل له نظمته وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية للتعريف بإنتاجاتها من الكتب التوثيقية خلال عامي 21، 2022، ضمن فعاليات الدورة الرابعة للمعرض الوطني للكتاب التونسي بمدينة الثقافة.