أولاً ، يجب عليهم إقناع الرعاة المحتملين بأن أعمالهم مجدية، وتستحق الاستثمار فيها، بل لابد من البحث عن الدعم المالي لهم.
ثانيا، الحصول على تأشيرات الدخول إلى البلدان التي يرغبون في الانتقال إليها، حيث لا تتبني حكومات بلدانهم سياسات خارجية تدعم سلاسة الانتقال والسفر عبر اتفاقيات دولية تدعم اسناد تأشيرات خاصة بالفنانين.
إشكاليات انتقال الفنانين العرب (جنوب المتوسط) ليست فقط نحو دول أوروبا، بل وأيضا نحو الدول العربية، فيما يخص الحصول على تأشيرات الدخول، والتمتع بفرص عرض الأعمال الفنية والتعريف بها هناك، وخاصة الأعمال المسرحية.
هذه الإشكاليات والتحديات كان موضوعا للنقاش ضمن ندوة نظمها مركز "مريان" للدراسات المتقدمة في المغرب العربي (تونس)، ومركز مارك بلوخ (برلين) بالتعاون مع مسرح الحمراء بتونس، ضمن لقاء "ابن خلدون".
وشارك في هذه الندوة: الفنانة المسرحية التونسية والناشطة الثقافية، مدير مسرح الحمراء، سيرين قنون،طالبة الدكتوراه في مركز مارك بلوش، أوفيلي ميرسيه، ومصممة الرقصات الفنانة التونسية-الفرنسية، سيرين دوس.
وتناول المتدخلون الإشكاليات التي يواجهها الفنانون العرب من دول جنوب المتوسط نحو أوروبا، وخاصة منهم المسرحيون، والتي تتمحور حول حرمانهم من فرص نشر أعمالهم في تلك الدول سواء كانت الأوروبية في شمال المتوسط، أو العربية.
وتحدثت سيرين قنون حول إشكاليتين أساسيتين، هما الدعم المالي لهذه الانتقالات، والتأشيرات التي تخول دخول بلد ما، قائلة "إن الوضع الثقافي والإشكاليات التي تواجه الفنانين تتقارب في الدول العربية" موضحة أن تلك الوضعية تمثل عائقا نحو تحقيق الفنان لذاته، وأيضا لا تسمح بالتبادل الثقافي بين البلدان".
وفي تصريح خصت به شبكة "الرؤية الإخبارية" المصرية قالت سيرين قنون: نحن الفنانين لا نملك سلطة طرح الحلول على الحكومة بقدر ما نملك أصواتا تطرح الإشكالية اما سلطة الإشراف" مؤكدة على ضرورة أن تعمل الدول على تذليل الصعاب أمام فنانيها ومثقفيها، لتجاوز عقبة التأشيرات.
ورافضة لفكرة تمييز الأعمال الفنية التونسية على نظيرتها القادمة من دول أخرى، قالت "قنون": المهرجانات التونسية منفتحة على الآخر والأعمال الفنية التونسية بكل تأكيد تأخد حقها ضمن تلك المهرجانات، لكن ليس على حساب فرص التنوع والتبادل الثقافي"..
كما تحدثت أوفيلي ميرسيه عن دراسة قامت بها حول هجرة الفنانين المصريين نحو أوروبا، والتحديات التي يتعرضون لها سواء منهم الذين ينتقلون إلى هناك لعرض أعمالهم، أو المهاجرين.
وفي تصريحها لشبكة "الرؤية الإخبارية" المصرية – القسم الفرنسي- تحدث أوفيلي ميرسيه عن الصعوبات التي تواجه فناني مصر في أوروبا وبخاصة ألمانيا، وكيفية معالجة تلك الإشكاليات.
وتهدف هذه الندوة إلى بعث منتدى يعني بمثل تلك القضايا التي تعوق الفن والفانين بما قد يدفع نحو تقليص دور الدبلوماسية الثقافية في دعم الانفتاح على الاخر وتوطيد أواصر العلاقات بين الشعوب.