ناندان وروهيني نيليكاني: على رواد الأعمال الخيرية تبني التكنولوجيا والتعاون عبر القطاعات المختلفة لتسريع التغيير

الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، تحاور  بدر جعفر، الراعي المؤسس للمركز الاستراتيجي للأعمال الخيرية في جامعة كامبريدج، مع رائدة الأعمال الخيرية الشهير ناندان وروهيني نيليكاني، اللذين عبرا عن آرائهما بخصوص الطبيعة المتغيرة للعمل الخيري الاستراتيجي على مستوى مبادراتهما الخيرية الخاصة وفي الهند عموماً.

المساهمة في الأعمال الخيرية المشتركة، والاستخدام الصحيح للتكنولوجيا قد يدعمان تحقيق الأهداف الإيجابية المنشودة ويعززان آثارها المستدامة

وتحدث ناندان نيليكاني، وهو المؤسس الشريك لشركة إنفوسيس عن أهمية تمكين الأفراد اقتصادياً إذ قال: ”من المبادئ الأساسية التي تقوم عليها أعمالنا هو إعطاء الأفراد فرصة المساهمة في الاقتصاد الإقليمي، سواء كان ذلك بتمكينهم من الحصول على فرص التعليم أو توفير المياه النظيفة لهم، ويبقى هدفنا الرئيسي أن نمد أكبر عدد ممكن من الناس بالقدرة على تأمين مستقبل مالي مستدام لأنفسهم.“ وأضاف أن أهمية هذه المهمة تشتد في فترة التعافي من جائحة كوفيد-19 التي طمست العديد من الإنجازات والخطوات المحرزة في السنوات الماضية.

وأوضحت روهيني نيليكاني، المؤسسة ورئيسة مجلس  الإدارة لدى جمعية آرغيام الهادفة إلى إيجاد حلول مستدامة لمشكلة المياه العذبة والتعقيم في الهند، أن جميع مبادراتها باختلافها ترتبط بعنصر واحد: المجتمع، مشيرة إلى أن التعاون ما بين مختلف القطاعات عامل أساسي مهم في تقوية المجتمعات وترسيخ أسسها، إذ قالت: ”من الواضح الجليّ لنا جميعاً أن حل المشكلات لا يتحقق بالجهود الفردية  والمبادرات المتفرقة، فالحلول الشاملة المتكاملة تقتضي التعاون ما بين الحكومات والأسواق والمجتمعات.“

وأيد بدر جعفر هذه الرؤى في حديثه، إذ أبرز أن الجانب الإيجابي للجائحة هو الشراكات الاستراتيجية التي تشكلت إبانها وسجلت تمويلات فاقت 20.2 مليار دولار، قدمتها شركات ومؤسسات ومساهمات خيرية عمومية وأفراد، تآزروا وتعاونوا واتحدوا لمواجهة الجائحة وما جاءت به من تحديات.

وأضافت روهيني نيليكاني أن الجائحة كشفت حقائق مهمة قد يكون تأثيرها بالغ على قطاع الأعمال الخيرية، فقد برهنت أن رواد الأعمال الخيرية من القطاع الخاص لديهم قدرة استثنائية على المخاطرة والابتكار في خضم الأزمات العالمية، وأن المجتمع المدني هو المتجاوب الأول الفعلي في هذه الظروف، وأنه سيكون للتكنولوجيا الرقمية دور شديد الأهمية في تجاوز التحديات الحالية والمستقبلية أيضاً.

وأبرز ناندان نيليكاني قدرة التكنولوجيا على توسيع نطاق التغيير وتسريع وتيرته، وعلى إتاحة منصة مشتركة يستطيع الجميع التعاون عليها لمحاربة التحديات العالمية.

ورغم أن المجال التكنولوجي لا يخلو من المخاطر، أكد روهيني نيليكاني أن التكنولوجيا الجيدة قادرة على مساعدة أصحاب النوايا الحسنة والراغبين بالتغيير على تحقيق أفضل النتائج، وهذا أمر علينا الاستفادة منه وتوظيفه.

ويذكر أن ناندان وروهيني نيليكاني قد أسسا في 2015 EkStep، وهي مؤسسة لحل مشكلة صعوبة الوصول إلى فرص التعليم في الهند بإنشاء بنية تحتية رقمية مفتوحة.

ومع نحو 20 مليون طفل ممن يدخلون ويخرجون من نظام التعليم في الهند كل عام، ترى مؤسسة EkStepأن قدرة التكنولوجيا على توفير الفرص على نطاق واسع أمر مهم جداً لتحقيق التغيير والأهداف المنشودة.

وفي غضون خمس سنوات تقريباً، تمكنت المؤسسة من مساعدة ملايين الأطفال في الهند على تحسين مهارات القراءة والكتابة والمهارات الحسابية.  

ووفقاً للبنك الدولي، من المتوقع أن يرتفع اقتصاد الهند بنسبة 8.3 بالمئة في هذه السنة المالية، ما يجعلها ثاني أسرع اقتصادٍ نمواً في العالم. ونظراً لأن أسرع الاقتصادات نمواً في العالم هي اقتصادات ناشئة، ومع الارتفاع المؤكد للمبادرات الخيرية التي ستكرسها هذه الاقتصادات لمجتمعاتها وللمجتمعات الأخرى في العالم، شدد المتحاورون الثلاثة على الحاجة الماسة لتسريع الجهود والمساعي لتحقيق التغيير المستدام، وعلى فرص التحسين والتقدم الاستثنائية التي تتيحها هذه الظروف.