وأعلنت سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة، الأربعاء 6/3/2024، إنهاء حملتها للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للاقتراع الرئاسي، حسبما كان متوقعا، بعد هزيمتها في غالبية المسابقات التي جرت منذ إعلانها منافسة الرئيس السابق، دونالد ترامب، إلا أن دخولها المسابقة وفوزها مرتين في السباق الجمهوري يبقى علامة فارقة في التاريخ الأميركي.
وكانت هايلي أول منافس رئيسي من الحزب الجمهوري لترامب عندما بدأت حملتها في 15 فبراير من تشارلستون.
وسبق أن أكدت المسؤولة السابقة في إدارة ترامب، أنها لن تنافس رئيسها السابق للوصول إلى البيت الأبيض، غير أنها غيرت رأيها، لافتة إلى المشكلات الاقتصادية التي تواجهها البلاد والحاجة إلى "جيل جديد من القيادة".
ورغم خسائرها المبكرة، أكدت هايلي أنها ستبقى في السباق، حتى بعد خسارتها في مسقط رأسها، بولاية ساوث كارولاينا، التي كانت اول امرأة حاكمة لها يوما ما، إذ أصرت على أن الناخبين يستحقون بديلا لترامب.
وحظيت الجمهورية البارزة بدعم كبير من الناخبين المعتدلين والمستقلين، ووفقا لاستطلاع أجرته أسوشيتد برس، فقد وصف أربعة كل 10 مؤيدين لها في انتخابات ساوث كارولاينا أنفسهم بأنهم معتدلون، مقارنة بـ 15 في المئة لترامب، وفي استطلاع أخر أجرته الوكالة في جامعة شيكاغو، قال 8 من بين 10 من مؤيدي ترامب إنهم محافظون، بينما كانت النسبة 5 إلى 10 بالنسبة لهايلي.
ومع استمراراها في الحملة، حققت هايلي قبل أيام أول فوز لها في الانتخابات التمهيدية في واشنطن العاصمة، وهي مدينة يديرها الديمقراطيون، يوجد بها عدد قليل من الجمهوريين المسجلين، وحصلت هناك على 63 بالمئة من أصوات جمهوريي العاصمة مقابل 33 في المئة لترامب، قبل ان تفوز في انتخابات الثلاثاء الكبير فقط في ولاية فيرمونت.
وهذا ما جعلها "تصنع التاريخ" باعتبارها أول امرأة تفوز بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في تاريخ الولايات المتحدة، وفق المتحدثة باسم الحملة، أوليفيا بيريز-كوباس.
وكانت عضو مجلس الشيوخ عن ولاية مين، مارغريت تشيس سميث، أول امرأة تعلن ترشحها عن حزب سياسي كبير لمنصب الرئيس، وذلك عام 1964 وفق موقع مجلس الشيوخ.
في ذلك الوقت، أعلنت الترشح في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في نيو هامشير وإلينوي. وذكرت ضمن الأسباب التي دفعتها للترشح أن "البيت الأبيض هو عالم الرجال".
وقالت سميث أيضا إنه مهما حدث، فقد أتيحت لها "الفرصة لكسر الحاجز الذي يحول دون النظر بجدية في ترشح المرأة للرئاسة"، وعلى الرغم من أنها لم تفز بأي ولاية، فقد حصلت على دعم 25 مندوبا في مؤتمر الحزب الجمهوري.
وتقول "فوربس" إن كلينتون هي أول امرأة تفوز بانتخابات تمهيدية لحزب رئيسي (2008) وأول امرأة تتنافس في جميع سباقات الولايات، وأول امرأة تفوز بترشيح حزب كبير لمنصب الرئيس (2016).
ففي يناير 2008، فازت كلينتون في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في نيو هامشير بنسبة 39.1 في المئة من الأصوات، متفوقة على منافسها، باراك أوباما، الذي حصل على نسبة 36.5 في المئة من الأصوات.
ورغم أن كلينتون لم تفز بترشيح الحزب الديمقراطي، في ذلك العام، إلا أنها فازت في منافسات 23 ولاية وإقليم.
وكانت غيرالدين فيرارو، مرشحة الحزب الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية، عام 1984، مما جعلها أول مرشحة لمنصب نائب الرئيس في حزب سياسي كبير، وفي عام 2008، تم اختيار سارة بالين، لمنصب نائب الرئيس بعد ترشيح الجمهوري، جون ماكين، في انتخابات الرئاسة.
وعقب فوز هايلي بواشنطن العاصمة جعلها ثاني امرأة أميركية، وأول جمهورية تفوز على الإطلاق بالأصوات في مسابقات الترشيح الرئاسي، بعد أن كانت قد صنعت التاريخ أيضا عندما كانت أول امرأة تُنتخب حاكمة لولاية ساوث كارولاينا، في عام 2010
وفي حال كانت قد نجحت في الفوز بالانتخابات التمهيدية، هذا العام، لكانت أول أميركية، وأول أميركية من أصول أسيوية، يرشحها الحزب الجمهوري لمنصب الرئيس.
وأشادت حملتها بعد الفوز في فيرمونت بـ"دعم الملايين من الأميركيين في جميع أنحاء البلاد اليوم، بما في ذلك في فيرمونت، إذ باتت نيكي أول امرأة جمهورية تفوز بمسابقتين تمهيديتين رئاسيتين".
وقالت الحملة: "الوحدة لا تتحقق بمجرد الادعاء بأننا متحدون. لاتزال هناك كتلة كبيرة من الناخبين الجمهوريين الأساسيين الذين يعبرون عن مخاوفهم العميقة بشأن دونالد ترامب. هذه ليست الوحدة التي يحتاجها حزبنا لتحقيق النجاح. إن معالجة مخاوف هؤلاء الناخبين من شأنها أن تجعل الحزب الجمهوري وأميركا أفضل".