ويؤكد مقربون من الرئيس جامع أنه قبل الإقامة في جمهورية غينيا الاستوائية مؤقتاً ريثما يشتغل له السحرة لطرد خصمه وتأمين عودته ملكاً لغامبيا إلى يوم الدين.
وقد تمكن جامع من تهريب ألف من أنصاره والمقربين منه، كما تمكن من نقل كامل ثروته في 44 صندوقاً محملة بالذهب والمرصعات والألماس وما خف حمله وغلا ثمنه من الهدايا والحلي والملابس والمطرزات الفاخرة. وتحدثت المصادر عن نقل الرئيس جامع كذلك لمكتبة تضم أسرارًا كبيرة ومخطوطات سحر وشعوذة وطلاسم.
وتحيط بجمهورية غامبيا وهي بلد أفريقي صغير هادئ مسلم بنسبة 900٪، جمهورية السنغال من ثلاث جهات، وتعانقه أمواج المحيط الأطلسي من الجهة الرابعة.
وكان خضوع غامبيا للاستعمار البريطاني، المانع الأول من انضمامه للسنغال المستعمرة الفرنسية السابقة، كما كانت الأغلبية الماندنكية فيه مانعاً آخر من الاندماج الثقافي مع الأغلبية الولفية في السنغال، رغم وجود عرقية ثالثة مشتركة بين البلدين هي البولار التي ينتمي إليها رئيسا البلدين المنتخبان حديثاً.
وقد ظلت السنغال تتعامل مع جارتها المزروعة في خاصرتها بنوع من الوصاية كاد أن يصل إلى حد الابتلاع في عهد الرئيس الغامبي الأسبق الحاج داودا كيربا جاورا بموجب الاتفاقية المعروفة بـ»الاتحاد السينيغامبي» حيث أصبح الضباط السنغاليون هم من يتولون قيادة الوحدات العسكرية الأكثر أهمية في غامبيا وتتولى وحدات عسكرية سنغالية خالصة حراسة الرئيس الغامبي نفسه، وتأمين كل المنافذ البحرية والبرية والجوية في البلد.
لكن الرئيس المنتهية ولايته الحاج يحيى جامح، ألغى هذه الاتفاقية فور إطاحته بجاورا في انقلاب عسكري وضع به حداً نهائياً للوصاية السنغالية على بلاده.
وقد عرف يحيى جامح بجرأته البالغة التي تصل في أحيان كثيرة حد التهور والغرور، كما عرف بميله الديني والعروبي البارز، وهو ما زرع له حزازات لدى الدول الغربية التي لم تمانع في استخدام القوة لإزاحته عندما طلب رئيس السنغال عدوه الأول، من مجلس الأمن السماح بذلك.