يقول زبير الشهودي إن سفر الزواري للسودان كان مرحلة مفصلية في حياته العلمية والسياسية، "فقد ابتعد شيئاً فشيئاً عن حركة النهضة، وعن مناخ العمل السياسي في بلاده، وانصرف نحو مجال الأعمال حيث فتح مصنعاً متخصصاً في الميكانيكا بالسودان، وظل متنقلاً بين السودان وسوريا وتركيا ولبنان وعدة عواصم عربية أخرى".
رغم ذلك يرجح الشهودي أن تكون للزواري تقاطعات مع حركة المقاومة الإسلامية حماس بدأت وتواصلت في المنفى.
وحول علاقته المباشرة بحركة حماس وما شاع حول زيارته لغزة، يؤكد كريم عبد السلام أن صديقه الراحل دخل غزة ثلاث مرات عن طريق الأنفاق من الأراضي المصرية، خلال الفترة ما بعد 2011 ثم استحال عليه الأمر بعد وصول عبد الفتاح السيسي للسلطة، واستمرار الجيش المصري حينها في سياسة ممنهجة لإغراق الأنفاق بالمياه.
الشهودي يؤكد أيضاً أن الفقيد بعد عودته لتونس لم يستأنف نشاطه السياسي السابق مع رفقاء حركة النهضة، "أؤكد أن الكاتب العام الجهوي لحركة النهضة بصفاقس لم يتلق قط أي طلب انضمام أو انخراط للزواري بالحزب ولم يشارك الزواري قط أي نشاط سياسي يذكر من تنظيم الحركة وهو ما فسره البعض بأنه تبرأ من الحركة بعد دخولها في معترك الصراع السياسي على الحكم، بما لا يتفق مع قناعاته ومبادئه الشخصية، خاصة وأنه اختار المضي في صفوف المقاومة والعمل الجهادي".
بعد سنوات المنفى التقى كريم مع رفيق الدرب مجدداً، عشر سنوات كاملة.
كريم عبد السلام يتذكر أن أول لقاء جمعه بصديقه الراحل بعد العودة من السودان كان بعد ثورة 14 يناير 2011.
كان الزواري قد عاد من السودان، وخرج عبد السلام من سجون بن علي. "الفقيد كان رغم تكتمه الشديد يسر لي بأنه مترفع عن كل الإيديولوجيات والصراعات السياسية في البلاد، ويقول: قضيتي قضية الأقصى والمقاومة الفلسطينية لأنها البوصلة الوحيدة التي لا تخطئ الاتجاه".