قاد "الثوار" وانتزع السلطة عام 1959 من الديكتاتور باتيستا، وحكم فيدل كوبا بقبضة قوية تغطيها كاريزما طاغية، فأقام دولة الحزب الواحد وأصبح أكثر من مجرد رئيس للبلاد.
تمكن كاسترو من كسب قلوب الفقراء بعد أن جعل التعليم والعلاج في متناولهم، مما مهد له الطريق لشعبية غير مسبوقة امتدت إلى دول أخرى.
وفي عام 1961 تصدى نظام كاسترو لغزو دعمته الاستخبارات الأميركية في خليج الخنازير، كما نجا من عدد كبير جدا من محاولات الاغتيال.
كان هناك الكثيرون من الأعداء والمنتقدين لكاسترو، معظمهم من الكوبيين المنفيين في ميامي الأمريكية المواجهة لكوبا، والفارين من حكمه، إذ كانوا يرونه "طاغية ظالما".
وفي نهاية المطاف لم تكن محاولات واشنطن ولا الكوبيين المنفيين ولا انهيار الشيوعية السوفيتية وراء نهاية حكم كاسترو، بل المرض الذي أجبره على التنازل عن السلطة لشقيقه الأصغر راؤول مؤقتا في 2006 ثم نهائيا بعد ذلك.
وساعد تحالف كاسترو مع الاتحاد السوفيتي السابق في إثارة أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وهي مواجهة مع الولايات المتحدة استمرت 13 يوما وجعلت العالم أقرب ما يكون لنشوب حرب نووية.
وفي سنواته الأخيرة لم يعد كاسترو يتولى أي منصب زعامة، وكان يكتب مقالات رأي في الصحف تتناول الشؤون الدولية ويلتقي بالزعماء الأجانب من حين لآخر، لكنه كان يعيش في شبه عزلة.