الرؤية المصرية- تونس- من: عوض سلام// زهية ساسي، حكواتية تونسية متألقة، تحمل في قلبها شغفاً عميقاً بفن الحكاية، حيث تجوب المهرجانات الثقافية التونسية لتنثر بذور التراث وتزرع قيم الذاكرة الشعبية.
كعضوة بارزة في مجموعة حكواتيات "دار فولاد فن الحكاية"، تمكنت زهية من صقل موهبتها عبر سنوات من التدريب والمشاركة في عروض مسرحية وحكائية، لتصبح صوتاً يعيد إحياء القصص التي شكلت وجدان الشعب التونسي.
تؤمن زهية بأن دور الحكواتي يتجاوز مجرد سرد القصص؛ إنه رسالة تربوية تحمل في طياتها دروس الحياة وتعزز الهوية الثقافية.
من خلال عروضها، تسعى إلى تقديم حكايات شعبية تحمل قيماً أخلاقية وتاريخية، مختارة بعناية لتعكس قضايا معاصرة تلامس هموم اليوم.
في أحد عروضها المميزة، "ليحكي الجدود"، تجمع زهية بين الأداء التمثيلي والرواية التقليدية لتستحضر ذكريات الماضي، متناولة عناصر التراث التونسي مثل الملابس التقليدية، ومنها "ماريول الفضيلة" بألوانها الحمراء والخضراء التي تحكي قصة تاريخية فريدة.
ترى زهية في الحكاية أداة تربوية قوية، قادرة على بناء جسور بين الأجيال، حيث تنقل للشباب قيماً مثل التضامن، احترام التقاليد، والوعي بالهوية. من خلال سردها المعبّر، تحرص على إبراز الدور التعليمي للحكايات في تشكيل وعي الجمهور، خاصة الأطفال والشباب، وتسعى لربط الماضي بالحاضر بأسلوب ممتع ومؤثر. عملها لا يقتصر على الترفيه، بل يمتد إلى توثيق التراث الشفوي والمادي، ليكون بمثابة مرآة تعكس جمال الثقافة التونسية وتنوعها.
بمشاركتها في العديد من المهرجانات التونسية، أصبحت زهية ساسي رمزاً للإبداع الحكائي، حيث تمزج بين الشغف بالتراث والالتزام برسالة تربوية، مقدمةً عروضاً تحيي الذاكرة الجماعية وتحافظ على إرث الأجداد لأجيال المستقبل.