كيف تتفرغ امريكا للتغول الصيني، بعد أن دفعت أوروبا نحو التحالف مع روسيا؟

#الرؤية_الإخبارية_المصرية، دبي، الإمارات العربية المتحدة:-- تحالفات جديدة وإعادة تشكيل العلاقات الأوروبية لم تتضح بعد الضربة السياسية الأمريكية، للتكتل الأوروبي، حلف الناتو، بعد أن نسفت صفقة الغواصات بين فرنسا وأستراليا.

كيف تتفرغ امريكا للتغول الصيني، بعد أن دفعت أوروبا نحو التحالف مع روسيا

من جانبها، استدعت باريس سفيريها في كانبيرا وواشنطن، وألغت حفل استقبال كان مقررا في إقامة السفير الفرنسي في واشنطن احتفالا بذكرى معركة بحرية في حرب الاستقلال الأمريكية وانتهت بانتصار الأسطول الفرنسي على الأسطول البريطاني في نهاية القرن الـ 18.

كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، الاتفاق مع الهند للعمل على برنامج "لترسيخ نظام دولي تعددي بحق"، يعزز الشراكة الاستراتيجية بينهما في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لا سيما وأن فرنسا كانت تعتمد على علاقتها مع أستراليا والهند للحفاظ على وجودها في تلك المنطقة.

وفي تداعيات جديدة لأزمة "صفقة الغواصات النووية بين الولايات المتحدة وأستراليا"، مازلت كانبيرا تبرر موقفها بالتأكيد على إبلاغ فرنسا مسبقا بوجود مشاكل حقيقية بقدرة الغواصات التقليدية لتحقيق أهدافها الأمنية والاستراتيجية في المحيطين الهندي والهادئع.

وقال وزير الدفاع الأسترالي بيتر دونون، إن بلاده كانت صريحة ومنفتحة وصادقة" مع فرنسا بشأن مخاوفها من صفقة الغواصات الفرنسية.

وقد تسببت صفقة الغواصات الأمريكية الأسترالية في أزمة دبلوماسية بين فرنسا وأستراليا من جانب وفرنسا وأميركا من جانب آخر، عقب فسخ أستراليا تعاقدها مع باريس لشراء 12 غواصة فرنسية وفقا لاتفاق مبرم بينهما عام 2016، وهو الأمر الذي وصفته الأخيرة بـ "طعنة في الظهر" اعتراضا على إلغاء الصفقة وإبرام تحالف ثلاثي بين أميركا وأستراليا وبريطانيا.

ويرى مراقبون أن تبعات الأزمة الراهنة ولجوء أميركا لتحالف ثلاثي مع المملكة المتحدة وأستراليا، وتزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية، تؤزم الخلاف بين أوروبا وأميركا الذي جاء عقب أزمة الانسحاب من أفغانستان.

وربما تؤدي تلك الخلافات إلى رسم تحالفات جديدة خاصة مع تمسك عدد من دول الاتحاد الأوروبي بمقترح "تأسيس قوى عسكرية أوروبية" موازية لحلف الناتو.

ولم تكتفِ أميركا بتصريحات أستراليا، بل أكد أنتوني بلينكن، على عدم التخلي عن أستراليا في مواجهة الممارسات الصينية لذا دعمتها بحيازة الغواصات النووية لتحسين قدرتها الدفاعية.

وقد يفرض الوضع السياسي تقارب بين فرنسا روسيا في مجال تصنيع وبيع الأسلحة، وبالتالي فهو تقارب أوروبي – روسي محتمل، حيث تعد فرنسا القائد السياسي لأوروبا في إقامة العلاقات مع الدول، إضافة إلى وجود تقارب ألماني – روسي نوعا ما، وفي حالة إثبات موسكو النوايا الحسنة لإقامة علاقات مشتركة مع باريس وبرلين قد تنضم دول أوروبا الشرقية إلى هذا التحالف.