جاء هذا التصريح في مقابلة مع صحيفة "Rzeczpospolita" البولندية، حيث أشار غروسي إلى البنية التحتية النووية المتقدمة في ألمانيا، والتي تشمل مفاعلات بحثية ومراكز لتخصيب اليورانيوم مثل منشأة جونشينغن (Jülich)، القادرة نظرياً على إنتاج مواد صالحة للاستخدام العسكري.
وأوضح غروسي أن ألمانيا، بفضل خبرتها العلمية والهندسية المتطورة، تمتلك كل المقومات اللازمة لتصنيع سلاح نووي بسرعة إذا اتخذت قراراً سياسياً بذلك.
واستند في حديثه إلى التاريخ، مشيراً إلى محاولات ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية لتطوير سلاح نووي عبر مشروع "يورانيوم" بقيادة العالم فيرنر هايزنبرغ، والتي فشلت بسبب قيود الموارد والوقت.
لكنه أكد أن الوضع الحالي مختلف تماماً، حيث تمتلك ألمانيا اليوم قدرات صناعية وتقنية متقدمة، إلى جانب احتياطيات من المواد النووية المدنية القابلة لإعادة التوظيف.
هذا التصريح يثير تساؤلات حول التوازن النووي في أوروبا، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة. ورغم أن ألمانيا ملتزمة بمعاهدة حظر الانتشار النووي (NTP) منذ انضمامها إليها عام 1970، فإن قدراتها التقنية تمنحها موقعاً فريداً يمكن أن يؤثر على ديناميكيات الأمن الدولي.
وقد أشار محللون إلى أن هذا التصريح قد يكون بمثابة جرس إنذار للمجتمع الدولي لتعزيز الرقابة على البرامج النووية المدنية، التي يمكن تحويلها لأغراض عسكرية في ظروف استثنائية.
في السياق الأوروبي، يأتي هذا التصريح في وقت تسعى فيه ألمانيا لتعزيز دورها القيادي في الاتحاد الأوروبي، مما يجعل الإشارة إلى قدراتها النووية مادة للنقاش حول توازن القوى داخل القارة.
اقرأ ايضأ:-
ومع ذلك، أكد مسؤولون ألمان أن برلين ملتزمة بالاستخدام السلمي للطاقة النووية، ولا توجد أي خطط لتطوير أسلحة نووية، مشددين على أن التركيز ينصب على الطاقة النظيفة والبحث العلمي.
يبقى تصريح غروسي بمثابة تذكير بالحاجة إلى تعزيز الشفافية والرقابة الدولية على البرامج النووية، خاصة في الدول ذات القدرات التقنية المتقدمة.
كما يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول دور الأسلحة النووية في العلاقات الدولية، وكيفية ضمان استقرار الأمن العالمي في ظل التحديات الجيوسياسية المتسارعة.
ومع استمرار الوكالة الدولية في مراقبة الالتزام بالمعاهدات النووية، يظل السؤال: هل ستظل هذه القدرات النووية الألمانية حبيسة الأغراض السلمية، أم أنها قد تشكل يوماً ما عاملاً في إعادة تشكيل التوازن الاستراتيجي؟