سيارتو يدفع لتصنيف أنتيفا إرهابيًا: أوروبا على مفترق مع واشنطن

#سيارتو #أنتيفا #ترامب #أوربان #الاتحاد_الأوروبي #تصنيف_إرهابي

سيارتو يدفع لتصنيف أنتيفا إرهابيًا: أوروبا على مفترق مع واشنطن

الرؤية المصرية:-في خطوة تعكس تصاعد التوترات السياسية عبر المحيط الأطلسي، حث وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو الاتحاد الأوروبي على اتباع خطى الولايات المتحدة بتصنيف حركة "أنتيفا" كمنظمة إرهابية، في رسالة أرسلها إلى مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كايا كالاس يوم السبت.

هذا الدعوى تأتي بعد يومين من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف الحركة اليسارية الراديكالية كـ"كارثة إرهابية كبرى"، وسط مخاوف متزايدة من تداعياتها على التوازنات الديمقراطية في أوروبا.

تصعيد أمريكي يلهم بودابست

أعلن ترامب عن هذا التصنيف في تغريدة على منصة "تروث سوشيال" يوم الأربعاء، واصفًا "أنتيفا" بأنها "مرضى خطيرون وكارثة يسارية راديكالية"، ووعد بتحقيقات في مصادر تمويلها بعد مقتل الناشط المحافظ تشارلي كيرك، الذي ألقى اللوم فيه على اليسار المتطرف. 

 هذا الإجراء، الذي يفتقر إلى أساس قانوني واضح للجماعات المحلية في الولايات المتحدة بسبب حماية التعديل الأول، أثار جدلاً واسعًا حول إمكانية استخدامه لقمع المعارضة اليسارية.

في رد سريع، أعرب رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان، حليف ترامب المقرب، عن ترحيبه بالقرار خلال مقابلة مع الإذاعة الحكومية يوم الجمعة، قائلًا: "أنا سعيد بقرار ترامب بتصنيف أنتيفا كمنظمة إرهابية كبرى، وسنفعل الشيء نفسه في المجر". 

أضاف أوربان، الذي يحكم بودابست منذ 15 عامًا بأسلوب يُتهم بتقويض المؤسسات المدنية، أن "أنتيفا منظمة إرهابية بالفعل"، مشيرًا إلى حوادث عنف سابقة في المجر، مثل اعتداءات على مشاركين في تجمعات يمينية في بودابست عام 2023. 

رسالة سيارتو: تنسيق عابر للقارات 

في الرسالة المرسلة إلى كالاس، شدد سيارتو على ضرورة "التنسيق مع الولايات المتحدة في قضايا هذه الأهمية"، مقترحًا إدراج "أنتيفا" في قائمة المنظمات الإرهابية الأوروبية وفرض عقوبات على الجماعات والأفراد المرتبطين بها. وفي مقابلة مع وكالة "إم تي آي" الهنغارية، أكد: "أوصي بشدة بأن يحذو الاتحاد الأوروبي حذو الولايات المتحدة، حيث يوفر مرسوم الرئيس الأمريكي أساسًا قانونيًا مناسبًا لهذه الخطوة". 

يأتي هذا الضغط في سياق توترات داخلية في الاتحاد الأوروبي، حيث تُتهم المجر بانتهاكات لقواعد الديمقراطية، ويُرى الدعم الهنغاري لترامب كمحاولة لتعزيز موقف بودابست أمام بروكسل. ومع ذلك، "أنتيفا" ليست منظمة مركزية، بل حركة غير هرمية تضم ناشطين يسارًا يعارضون الفاشية والنازية، مما يثير تساؤلات حول كيفية تطبيق مثل هذا التصنيف دون انتهاك حرية التعبير. 

مخاوف من تداعيات أوروبية 

الدعوة الهنغارية قد تواجه مقاومة من دول أوروبية أخرى، التي ترى في "أنتيفا" تعبيرًا عن الاحتجاجات اليسارية المشروعة، خاصة في ظل صعود اليمين المتطرف في أوروبا. خبراء يحذرون من أن مثل هذا التصنيف قد يُستخدم لقمع الاحتجاجات البيئية أو الاجتماعية، مما يعمق الانقسامات داخل الاتحاد. في الوقت نفسه، يُعتبر التنسيق مع واشنطن خطوة استراتيجية لأوربان، الذي يسعى لتعزيز تحالفه مع ترامب وسط خلافات مع الاتحاد حول الهجرة والقضايا الديمقراطية. 

مع اقتراب اجتماعات الاتحاد الأوروبي القادمة، يبقى السؤال معلقًا: هل ستستجيب بروكسل للضغط الهنغاري-الأمريكي، أم ستحافظ على نهجها المتوازن في مكافحة الإرهاب دون الإضرار بالحريات؟ الإجابة قد تعيد تشكيل ديناميكيات القارة في مواجهة التحديات السياسية المتسارعة.