نزوح مرعب: 642 سودانياً يفرون من الفاشر إلى الشمال.. هل ينهار الوضع الإنساني؟

#سودان_نزوح #دارفور_كارثة #أزمة_إنسانية

نزوح مرعب: 642 سودانياً يفرون من الفاشر إلى الشمال.. هل ينهار الوضع الإنساني؟

الرؤية المصرية:- وصل 642 نازحاً من مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، إلى منطقة الدبة بالولاية الشمالية السودانية خلال ساعات قليلة فقط، في أوضاع إنسانية كارثية تهدد بانهيار كامل، وفق بيان أصدرته شبكة أطباء السودان اليوم السبت.

يأتي هذا النزوح المفاجئ بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة الأسبوع الماضي، مما أثار موجة عنف واسعة دفع عشرات الآلاف إلى الفرار بحثاً عن الأمان، وسط تحذيرات أممية من "كارثة حقيقية" في الإقليم.

أفادت الشبكة في بيانها أن فرقها الميدانية سجلت حالات معاناة شديدة بين النازحين، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن، حيث يفتقرون إلى أبسط الحاجات مثل المأوى الآمن والغذاء والمياه النظيفة، بالإضافة إلى غياب الرعاية الصحية الأساسية.

اقرأ ايضأ:-

"هؤلاء الأسر هربت من ويلات الحرب في دارفور، لكنها الآن تواجه تحديات معيشية خطيرة تفوق طاقة المجتمعات المستضيفة"، أوضح البيان، مشيراً إلى توقعات بتضاعف أعداد الوافدين خلال الأيام المقبلة مع تفاقم الاشتباكات.

تأتي هذه التطورات في سياق حرب دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، حيث أصبحت الفاشر آخر معقل كبير للقوات الحكومية في دارفور قبل سقوطها يوم الأحد الماضي بعد حصار استمر 18 شهراً.

وفقاً لمنظمة الهجرة الدولية، فر أكثر من 62 ألف شخص من المدينة خلال أربعة أيام فقط، بينما يقدر إجمالي النازحين من الفاشر ومحيطها بأكثر من مليون في مخيمات ومراكز إيواء مؤقتة. كما أفادت تقارير الأمم المتحدة بـ"تقارير موثوقة عن إعدامات جماعية" وانتهاكات فردية أقرت بها قوات الدعم السريع، مما يفاقم الرعب بين السكان. 

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن الوضع في شمال دارفور "مروع"، مع استمرار الهجمات على المدنيين وصعوبة وصول المساعدات، في وقت أعرب فيه مجلس الأمن الدولي عن "قلق عميق" تجاه التصعيد. وفي الولاية الشمالية، أشارت الشبكة إلى أن الضغط على الموارد المحلية يتجاوز الحدود، حيث يعاني النازحون من نقص حاد في الدعم النفسي والاجتماعي، مما يهدد بأزمات صحية واجتماعية أوسع. 

ناشدت شبكة أطباء السودان السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية داخل وخارج السودان بالتحرك الفوري لتوفير مساعدات طبية وغذائية عاجلة، إلى جانب إنشاء مخيمات مؤقتة وبرامج دعم نفسي. "أي تأخير قد يؤدي إلى انهيار الوضع الإنساني بشكل كامل"، شدد البيان، مطالبًا بفتح ممرات آمنة للمساعدات إلى دارفور. 

مع سيطرة قوات الدعم السريع على كامل ولايات دارفور الخمس، يبقى السؤال: هل تتحرك المجتمع الدولي بسرعة كافية لإنقاذ ملايين السودانيين من كارثة إنسانية قد تعصف بالمنطقة بأكملها؟