الرؤية المصرية:- برز صراع علني داخل الحكومة الألمانية بين وزارتي الداخلية والخارجية حول استئناف ترحيل السوريين، مع إصرار الداخلية على بدء العملية بالمجرمين تنفيذاً لاتفاق الائتلاف، بينما تحذر الخارجية من استحالة العودة الآمنة وسط دمار هائل في البلاد.
أفادت تقارير إعلامية ألمانية بأن وزارة الداخلية، بقيادة نانسي فيزر، تتمسك ببنود الاتفاق الحكومي الذي يلزم بترحيل "المجرمين" أولاً، مشيرة إلى مفاوضات جارية مع دمشق لتوقيع اتفاقية ترحيل رسمية.
اقرأ ايضأ:-
وأكد متحدث باسم الوزارة أن الوكالة الاتحادية للهجرة واللاجئين استأنفت فحص طلبات السوريين، مع التركيز على الرجال الشباب القادرين على العمل الذين وصلوا دون عائلات، معتبرة أن الظروف في سوريا أصبحت قابلة للتهيئة.
في المقابل، أثارت وزيرة الخارجية يوهانا فاديفول، من حزب الخضر، عاصفة سياسية بعد زيارتها الأخيرة لضاحية مدمرة في دمشق، حيث وصفت الدمار بأنه "غير مسبوق"، محذرة من أن عودة اللاجئين ممكنة "في حالات محدودة للغاية فقط" بسبب انهيار معظم البنية التحتية.
هذا التصريح يصطدم مباشرة بجهود الداخلية، مما يكشف انقساماً داخل الائتلاف الحاكم المكون من الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر والليبراليين.
يأتي هذا الجدل في ظل برامج تحفيزية أطلقتها برلين، إذ أعلن المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا، ستيفان شنيك، في أبريل الماضي، عن دعم مالي من المكتب الاتحادي للهجرة يُقدم منذ 13 يناير لتشجيع المغادرة الطوعية.
ومع ذلك، يرى مراقبون أن الضغط السياسي من أحزاب يمينية مثل الاتحاد المسيحي يدفع نحو تشديد الإجراءات، بينما يحذر خبراء حقوقيون من مخاطر إعادة اللاجئين إلى مناطق غير آمنة.