أثار تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول استعداده لفتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني جدلًا واسعًا، حيث اعتبره الخبير الأمني المصري محمد مخلوف اعترافًا صريحًا بمسؤولية إسرائيل عن إغلاق المعبر ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وفي الوقت الذي تستمر فيه مصر في جهودها الدبلوماسية والإنسانية لدعم القضية الفلسطينية، كشفت تصريحات نتنياهو عن محاولات إسرائيلية لتحميل مصر مسؤولية الأزمة الإنسانية في غزة.
اقرأ ايضأ:-
تصريح نتنياهو: كشف الحقيقة في تصريحات لـ"RT"، أوضح مخلوف أن نتنياهو، من خلال قوله إن مصر ستغلق معبر رفح من جانبها إذا فتحته إسرائيل، أكد بشكل غير مباشر أن مصر تبقي المعبر مفتوحًا من جهتها، وأن إسرائيل هي التي تعيق تدفق المساعدات.
وأشار إلى أن هذا الاعتراف يفضح ادعاءات بعض الجهات، بما في ذلك عناصر تنظيم الإخوان، التي حاولت الترويج لرواية زائفة تزعم إغلاق مصر للمعبر.
وأكد مخلوف أن مصر لم تغلق المعبر أبدًا، بل تبذل جهودًا مضنية لتسهيل دخول المساعدات.
الدور المصري في دعم غزة أبرز مخلوف الدور الإنساني والدبلوماسي البارز الذي تقوم به مصر، حيث قدمت نحو 80% من إجمالي المساعدات التي وصلت إلى غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023.
وأشار إلى وجود حوالي 5 آلاف شاحنة مساعدات متوقفة على الجانب المصري، جاهزة للدخول، لكن إسرائيل ترفض السماح بعبورها.
كما أكد أن مصر مستمرة في دفع الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، والحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، ورفع الحصار عن القطاع.
اتهامات لإسرائيل بالتعمد
اتهم مخلوف إسرائيل بعرقلة الجهود الدولية والمصرية لتحقيق التهدئة، مشيرًا إلى أنها تسعى لفرض واقع جديد يهدف إلى تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية.
وأكد أن إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وتدمير البنية التحتية، وقتل المدنيين، كلها جزء من استراتيجية إسرائيلية ممنهجة للضغط على سكان غزة للنزوح. وفي هذا السياق، شدد على أن مصر لن تسمح بتحويل المعبر إلى أداة لتصفية القضية الفلسطينية.
شهادة تاريخية لمصر
استشهد مخلوف بتصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني أمام معبر رفح، والتي أكد فيها أن مصر لم تغلق المعبر، وأن إسرائيل هي المسؤولة عن إغلاقه من الجانب الفلسطيني.
وأشاد بدور مصر الشعبي والرسمي في دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هذه الشهادة وثقتها وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، ما يعزز موقف مصر الأخلاقي والإنساني.
جهود دبلوماسية مستمرة
أشار مخلوف إلى لقاء وزير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد برئيس المخابرات التركية، والذي تناول ضرورة إنهاء الحرب في غزة بناءً على مقترحات الوسطاء، خاصة الجهود المصرية والقطرية.
وأكد أن هذه الجهود تعكس التزام مصر بالعمل مع الشركاء الدوليين لتحقيق تهدئة مستدامة، رغم التعنت الإسرائيلي وانعدام الإرادة السياسية من جانب إسرائيل.
مصر والأمن القومي العربي
في ختام تصريحاته، أكد مخلوف أن مصر تدرك أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية إنسانية، بل هي جوهر الأمن القومي العربي. وأشار إلى أن مصر ستواصل جهودها الدؤوبة لدعم الفلسطينيين، سواء من خلال إدخال المساعدات أو الضغط الدبلوماسي لإنهاء الحرب، مؤكدًا أن مصر جاهزة لوجستيًا وإنسانيًا لتقديم كل الدعم الممكن لأهالي غزة.