نجوم روسية وفرنسية يضيئون قرطاج: ياتسكو يُعلّم «الأداء الحي» وهارولد ديفيد يفتح أبواب أفينيون أوف

#أيام_قرطاج_المسرحية #ماستركلاس #إيغور_ياتسكو #أفينيون_أوف #مسرح_تونس

 نجوم روسية وفرنسية يضيئون قرطاج: ياتسكو يُعلّم «الأداء الحي» وهارولد ديفيد يفتح أبواب أفينيون أوف

الرؤية المصرية:- تونس – في يوم واحد فقط، حولت الدورة السادسة والعشرون لأيام قرطاج المسرحية قاعات التكوين إلى مختبرين عالميين: الأول بقيادة الروسي إيغور ياتسكو الذي كشف أسرار «الأداء كموضوع للمسرح»، والثاني بإشراف الفرنسي هارولد ديفيد الذي سلّم الحاضرين مفاتيح المشاركة الناجحة في مهرجان أفينيون أوف، أكبر سوق مسرحية مفتوحة في العالم.

صباح الأحد 23 نوفمبر 2025، وقف إيغور ياتسكو – تلميذ أسطورة المسرح الروسي أناتولي فاسيلييف – أمام عشرات الطلاب والمحترفين التونسيين، ليُقدّم منهجيته الشهيرة المبنية على ثلاث قنوات للحركة المسرحية: الجمالية (الجسد والإيماءة)، النفسية (الصمت والأجواء والتحولات الداخلية)، واللفظية (تدفق الكلمة والصوت).

من خلال تمرينات عملية مباشرة، أظهر ياتسكو كيف يُغيّر الممثل حضوره حسب القناة السائدة، واختتم الورشة بتطبيق المنهجية على نص شعري، ليُثبت أن تغيير الإيقاع أو الحركة الجسدية قادر على قلب معنى الجملة رأساً على عقب. «الممثل الجيد لا يُولد، بل يُصنع بالتجريب المستمر»، قال ياتسكو الذي يدرّس منذ 2001 في أهم المدارس الروسية والسلافية.

في الجلسة المسائية، انتقل الحاضرون من موسكو إلى جنوب فرنسا مع هارولد ديفيد، الرئيس المشارك السابق والمدير المنتدب الحالي لجمعية مهرجانات وثقافات أفينيون.

بأرقام مذهلة – 1800 عرض، 139 فضاء، 1.6 مليون تذكرة في 2025 – شرح ديفيد كيف يعمل «الأوف» كنموذج مفتوح تماماً يعتمد على المبادرة الخاصة: لا لجنة اختيار، لا دعوة رسمية، فقط ابحث عن مسرح يستضيفك، وقّع عقداً، وسجّل عملك.

حذّر في الوقت نفسه من التكلفة الباهظة (عدة آلاف من اليوروهات لقاعة متوسطة) ومن ضرورة التخطيط المبكر جداً، لكنه أكد أن «الأوف» يبقى البوابة الذهبية لأي فرقة أجنبية تريد دخول السوق الفرنسي والأوروبي، خاصة مع وجود مئات المبرمجين والمنتجين يومياً في شوارع أفينيون خلال يوليو.

بهاتين الورشتين، تؤكد أيام قرطاج المسرحية مرة أخرى أنها ليست مجرد عرض عروض، بل منصة تكوينية حقيقية تجمع بين أعمدة المسرح العالمي وجيل جديد من المبدعين العرب والأفارقة. 

هل ستتمكن هذه المعرفة الجديدة من دفع عروض تونسية وعربية نحو خشبات أفينيون في يوليو القادم؟ الإجابة تبدأ الآن في قاعات قرطاج.