الرؤية المصرية:- تصاعدت التوترات في قطاع غزة، صباح الأحد 19 أكتوبر 2025، بعد أن شنت الطائرات الإسرائيلية ثلاث غارات على مدينة رفح جنوب القطاع، في أول خرق علني لاتفاق وقف إطلاق النار.
جاءت الغارات ردًا على اتهامات إسرائيلية لحركة حماس بإطلاق صاروخ مضاد للدبابات، بينما نفت الحركة الاتهام، مؤكدة أن انفجارًا نجم عن عبوة قديمة. وسط هذا التصعيد، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جلسة أمنية طارئة، معلنًا تسمية الصراع رسميًا "حرب النهضة".
أفادت القناة 14 العبرية أن الغارات على رفح استهدفت منطقة يُشتبه بوجود أنفاق بها، بعد انفجار استهدف آلية هندسية إسرائيلية. واتهم الجيش الإسرائيلي حماس بشن هجوم صاروخي، بينما أكدت الحركة أن الحادث ناتج عن عبوة قديمة داستها الآلية.
اقرأ ايضأ:-
وفي سياق متصل، أطلقت القوات الإسرائيلية النار شرق حي الشجاعية ومخيم المغازي، مع قصف مكثف جنوب وشرق خان يونس، مما يشير إلى تصعيد ميداني شامل. "حرب النهضة" و"الخط الأصفر"
خلال الجلسة الأمنية، اقترح نتنياهو تسمية الحرب رسميًا "حرب النهضة"، واصفًا إياها بأنها استمرار لحرب الاستقلال الإسرائيلية. وأشار إلى أن إسرائيل "نهضت من كارثة 7 أكتوبر"، مؤكدًا أنها أبعدت "التهديد الوجودي" لما وصفه بـ"المحور الإيراني".
كما أعلن عن منح أوسمة شجاعة للجنود، تحمل اسم الحرب الجديدة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الروح المعنوية.
بالتزامن، بدأ الجيش الإسرائيلي ترسيم "الخط الأصفر"، وهو خط الانسحاب الذي حدده اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر.
ونشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر كتلًا خرسانية مطلية باللون الأصفر وعلامات معدنية لتثبيت هذا الخط، في محاولة لتأمين المناطق التي انسحبت منها القوات.
تبادل الاتهامات وتهديد بالتصعيد
تنفي حماس أي خرق للهدنة، وتتهم إسرائيل بمحاولة تقويض الاتفاق عبر استهداف المدنيين والمناطق الحيوية في غزة. في المقابل، تؤكد إسرائيل أنها سترد بقوة على أي انتهاك، مع تزايد الضغوط الداخلية من تيارات يمينية تدعو إلى استئناف العمليات العسكرية.
ويأتي هذا التصعيد في ظل وضع إنساني متدهور في غزة، حيث يعاني القطاع من نقص حاد في المساعدات والدمار الواسع.
تداعيات على الأمن القومي المصري
تثير هذه التطورات قلق مصر، التي تشترك مع غزة في حدود مشتركة عبر معبر رفح. تصعيد العمليات العسكرية قد يؤدي إلى موجات نزوح جديدة، مما يضع ضغوطًا على الأمن القومي المصري ويعقد جهود الوساطة المصرية للحفاظ على التهدئة.
ومع استمرار تبادل الاتهامات، تبقى المنطقة على شفا مواجهة شاملة.
هل ستتمكن الجهود الدبلوماسية، بقيادة مصر وقطر، من احتواء هذا التصعيد، أم أن "حرب النهضة" ستشعل فتيل نزاع جديد؟