غزة تحت النار: مئات الآلاف يفرون من المدينة.. هل تنهار المناطق "الآمنة"؟

#غزة_تنزف #نزوح_قسري #حرب_إسرائيلية #فلسطين_تنتصر

غزة تحت النار: مئات الآلاف يفرون من المدينة.. هل تنهار المناطق "الآمنة"؟

الرؤية المصرية:- أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم السبت بنزوح نحو 780 ألف فلسطيني من سكان مدينة غزة باتجاه الجنوب، فرارًا من العمليات العسكرية المكثفة التي تشنها قوات الاحتلال، مما يعكس تصعيدًا دراماتيكيًا في الأزمة الإنسانية بالقطاع.

في الوقت نفسه، أشارت صحيفة "إسرائيل اليوم" إلى أن حوالي 800 ألف فلسطيني غادروا المدينة استعدادًا لاستمرار الهجمات، بينما أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة نزوحًا يقارب 270 ألفًا فقط، معتمدًا على بيانات ميدانية تكشف عن رفض أكثر من 900 ألف آخرين الرحيل رغم القصف المتواصل.

اقرأ ايضأ:-

يأتي هذا النزوح الجماعي في سياق هجوم إسرائيلي يستهدف قلب غزة، حيث أعلنت القوات الإسرائيلية عن نيتها استخدام "قوة غير مسبوقة" في المدينة، مما دفع آلاف العائلات إلى الفرار تحت وطأة الغارات والدبابات.

وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، بلغ عدد النازحين منذ منتصف أغسطس أكثر من 320 ألفًا، مع تسجيل أكثر من 20 ألف نزوح يومي في الأيام الأخيرة، مما يفاقم من كارثة إنسانية تشمل مجاعة وانهيارًا صحيًا. 

ومع ذلك، تختلف الأرقام بين الجانبين: يقدر الجيش الإسرائيلي بقاء 250 ألف شخص في مناطق وسط المدينة، بينما يؤكد المكتب الإعلامي الحكومي بقاء أكثر من 900 ألف في المدينة والشمال مجتمعين، مشددًا على أن هؤلاء يتمسكون بأراضيهم رغم الخطر الوشيك. 

في وسط هذا الجحيم، يواجه النازحون مصيرًا مأساويًا على قارعة الطرقات، حيث يختار الكثيرون الموت في ديارهم على النزوح إلى مناطق يُزعم أنها آمنة، لكنها في الواقع تعاني من قصف مكثف ونقص حاد في الخدمات.

أفاد المكتب الإعلامي الحكومي بأن المناطق المُعلنة "إنسانية" في خان يونس ورفح تعرضت لأكثر من 110 غارات، أسفرت عن مقتل أكثر من 2,000 شخص، مع غياب المستشفيات والمياه النظيفة والغذاء، مما يجعل الحياة "غير ممكنة" هناك.

وأضاف أن إسرائيل خصصت 12% فقط من مساحة غزة كـ"مناطق ملاذ"، محاولةً دفع 1.7 مليون شخص إليها، فيما يشبه "معسكرات الاعتقال" التي تهدف إلى إفراغ المدينة والشمال. كما سجل عودة 22 ألف نازح إلى غزة بعد نقل ممتلكاتهم جنوبًا، بسبب نقص الاحتياجات الأساسية في الجنوب. 

شهادات ميدانية من سكان المدينة تكشف عن رعب يفوق الوصف: عائلات تسير حافية القدمين تحت القذائف، تجر أمتعتها القليلة على الطرق الساحلية، بينما يرتفع صوت الطائرات والانفجارات. في تغريدة على إكس، وصف الصحافي معين شلولة خمس غارات إسرائيلية على خان يونس مع استمرار النزوح من غزة، مشيرًا إلى "رحلة قاسية" يخوضها الأطفال والمسنون. 

وأبرزت وكالة الأناضول مقتل فلسطيني في خيمة نزوح بدير البلح، في دليل على عدم وجود ملاذ حقيقي. أما الأونروا، فقد حذرت من أسوأ أزمة نزوح في الضفة الغربية منذ 1967، مع تعميق الوضع الإنساني المتدهور في غزة. 

هذا التصعيد يأتي بعد أسابيع من التحضير الإسرائيلي لاحتلال كامل للمدينة، حيث أعلن نتنياهو أن "هذا مجرد البداية"، مع تدمير عشرات المباني العالية وإغلاق ممرات المساعدات.

 وفقًا لتقارير منظمة هيومن رايتس ووتش، أدى سلوك إسرائيل إلى نزوح 90% من سكان غزة، أي 1.9 مليون شخص، مع تدمير واسع يفاقم الجوع والأمراض.

وفي تصريح للأناضول، أكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي أن 125 ألف خيمة نزوح من أصل 135 ألفًا أصبحت غير صالحة للسكن، مما يعني تفاقم الكارثة مع اقتراب الشتاء. 

مع تزايد الضغط الدولي، حيث حذرت الأمم المتحدة من "موجات نزوح جماعي" و"مجاعة كارثية"، يبقى السؤال: هل سيتمكن الفلسطينيون من الصمود أمام هذا الإبادة المنهجية، أم أن غزة ستصبح أكبر سجن مفتوح في التاريخ؟