أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الوطنية باستهداف قرى مثل البريج، جباع، مرتفعات الريحان، أطراف أنصار والزرارية، تبنا، البيسارية، كوثرية السياد، جبل الرفيع، وسجد في الجنوب، إلى جانب بلدة زلايا بالبقاع الغربي ومناطق بين وادي حومين ورودمين في الشرق، مما أثار دوي انفجارات هائلة وذعرًا عامًا بين السكان.
أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أن الغارات دمرت مجمعًا تدريبيًا وتأهيليًا تستخدمه "قوة رضوان" التابعة لحزب الله لتدريبات على الرماية واستخدام أسلحة متنوعة، بهدف "التخطيط لشن هجمات ضد القوات والمدنيين الإسرائيليين".
وأكد البيان أن هذه البنى التحتية العسكرية الإضافية في جنوب لبنان تم استهدافها بناءً على معلومات استخباراتية، مشددًا على أن "وجود تدريبات عسكرية وإنشاء بنى تحتية معدة لشن هجمات ضد إسرائيل يعد انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، وتهديدًا لدولة إسرائيل".
وأضاف أن الجيش "سيواصل عملياته لإزالة أي تهديد يشكل خطرا على دولة إسرائيل"، في إشارة إلى استمرار التحليق الجوي فوق أجواء الجنوب والبقاع.
يأتي هذا الهجوم في سياق تصاعد التوترات الأسبوعية، حيث سجلت تقارير من الأمم المتحدة وقوات اليونيفيل في 5 ديسمبر غارات إسرائيلية على قرى مارونة، مجادل، وبرعشيت، وصفتها بأنها "انتهاكات واضحة لقرار مجلس الأمن 1701" الذي يدعو إلى نزع سلاح غير الدولة في الجنوب اللبناني.
وفي 9 ديسمبر، أفادت وكالة الأنباء التركية أن غارات إسرائيلية أخرى استهدفت واديًا بين إزة ورودمين، وبلدة جباع، وزفتا، وجبل صفي، مما أدى إلى تدمير منازل وإصابات في صفوف المدنيين، رغم الاتفاق الذي يفرض على إسرائيل سحب قواتها الكامل من الجنوب بحلول يناير 2025، لكنه لم يفعل سوى الانسحاب الجزئي مع الاحتفاظ بخمس نقاط حدودية.
من جانب آخر، أكدت اليونيفيل في بيانها الأخير دعمها للجيش اللبناني في عمليات السيطرة على الأسلحة غير المصرح بها، محذرة من أن هذه الغارات تحول دون تنفيذ الاتفاق وتعرض الاستقرار الإقليمي للخطر، خاصة مع اتهامات لبنان لإسرائيل باستهداف المدنيين والبنية التحتية غير العسكرية، بينما يرى الجانب الإسرائيلي أنها وقائية لمنع إعادة تسليح حزب الله.
وفقًا لتقارير الجزيرة في 4 ديسمبر، دمرت غارة على جباع مبنى سكنيًا في منطقة مكتظة، مما أثار مخاوف من تداعيات إنسانية تشمل مقتل أكثر من 4000 لبناني منذ أكتوبر 2023، ونزوح 1.2 مليون آخرين.
في ظل هذا التصعيد الذي يهدد بإعادة إشعال الجبهة الشمالية، يبرز دور الوسطاء الدوليين كالولايات المتحدة وفرنسا في إنقاذ الاتفاق، لكن الغارات المتكررة تثير تساؤلات حول إمكانية الالتزام به.
هل ستصل هذه الانتهاكات إلى حافة حرب جديدة، أم أن الضغط الدولي سيفرض هدوءًا مؤقتًا على الحدود المتوترة؟ الإجابة تكمن في الخطوات التالية، لكن اليوم، يظل السلام في لبنان معلقًا بغرابة القدر.