اقرأ ايضأ:-
جاءت هذه التصريحات في سياق رفض بانون لأي تورط أمريكي إضافي في النزاعات الإقليمية، محذراً من "الأكاذيب" حول إيران وحرب غزة، ومخاطباً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مباشرة بضرورة إنهاء ما بدأه.
يأتي هذا الهجوم في وقت يشهد فيه التحالف الجمهوري انقساماً متزايداً حول الدعم غير المشروط لإسرائيل، حيث أكد بانون أن شعار "أمريكا أولاً" يعني التخلص من الالتزامات التي تجر الولايات المتحدة إلى حروب لا تخدم مصالحها الوطنية.
وفي مقابلة حديثة، وصف بانون نتنياهو بـ"الكاذب السافر"، متهماً إياه بتحريف التصريحات ومحاولة جر أمريكا إلى صراعات إقليمية، مشدداً على أن إسرائيل "ليست حليفاً متكافئاً بل محمية يجب أن تتصرف كذلك".
من جانبه، عزز ترامب هذا الاتجاه بتصريحاته الأخيرة، محذراً من أن استمرار الحرب في قطاع غزة يلحق ضرراً جسيمًا بصورة إسرائيل عالمياً، خاصة في مجال العلاقات العامة.
وفي تعليقه على استطلاع حديث أجراه مركز بيو للأبحاث، أشار ترامب إلى أن إسرائيل قد تنتصر عسكرياً لكنها تخسر في ساحة الرأي العام، حيث انخفض الدعم الشعبي الأمريكي لها بشكل ملحوظ، لا سيما بين الجمهوريين الشباب تحت سن الـ50، الذين ارتفعت نسبة النظرة السلبية تجاهها من 35% في 2022 إلى 50% في مارس الماضي.
تكشف هذه التطورات عن تحول محتمل في سياسة اليمين الأمريكي تجاه الشرق الأوسط، حيث يرى مراقبون أن حركة ماغا، التي كانت تقليدياً داعمة قوية لإسرائيل، بدأت تعيد حساباتها بناءً على مبدأ العزلة والتركيز على المصالح الداخلية.
ومع تزايد الضغوط الداخلية على ترامب، خاصة في ظل الانتخابات المقبلة، قد يدفع ذلك نحو إعادة تقييم الدعم الأمريكي للنزاعات الإقليمية، مما يعكس تغييراً في ديناميكيات التحالفات التقليدية.
يبقى السؤال مفتوحاً حول كيفية استجابة نتنياهو لهذه الانتقادات من داخل المعسكر الذي كان يعتمد عليه، في وقت يواجه فيه إسرائيل تحديات داخلية وخارجية متزايدة، بما في ذلك الضغط الدولي لإنهاء الصراع في غزة.