الرؤية المصرية:-أكد وزير الدفاع التركي يشار غولر، عقب اجتماعات حلف الناتو في بروكسل، استعداد أنقرة الكامل لدعم وقف إطلاق النار والجهود الدبلوماسية نحو تسوية شاملة في أوكرانيا، مشدداً على دور تركيا كوسيط متوازن في النزاع الذي يهدد الأمن الأوروبي، مما يعزز موقعها الاستراتيجي بين الشرق والغرب.
في بيان صحفي صادر اليوم الخميس، أوضح غولر أن تركيا أبرزت خلال الاجتماعات مساهمتها الثنائية والحلفية في دعم أوكرانيا، قائلاً: "أشرنا خلال الاجتماع إلى مساعدتنا لأوكرانيا على المستوى الثنائي وفي إطار حلف شمال الأطلسي، وأشرنا أيضاً إلى دعمنا للجهود الدبلوماسية الرامية إلى فرض نظام وقف إطلاق النار والتوصل إلى الحل السلمي".
اقرأ ايضأ:-
وجاءت هذه التصريحات بعد نقاشات وزراء دفاع الناتو ومجموعة الاتصال الأوكرانية يوم الأربعاء، التي ركزت على تعزيز الردع المشترك وتنسيق المساعدات العسكرية لكييف أمام التقدم الروسي.
أبرز غولر مساهمة تركيا الكبيرة في قوات الناتو، مؤكداً التزام أنقرة بتحديث جيشها بأحدث الأنظمة الدفاعية وتحقيق هدف الإنفاق بنسبة 2% من الناتج المحلي، مع الإصرار على مشاركتها الكاملة في المبادرات الأوروبية مثل برنامج SAFE للأمن، معتبراً أن "أمن أوروبا لا ينفصل عن أمن تركيا والمنطقة".
هذا التوجه يعكس سياسة أردوغان المتوازنة، الذي أكد في وقت سابق هذا الشهر استمرار اتصالات أنقرة مع موسكو وكييف لإنهاء الحرب، محذراً من "تجار الدم" الذين يستغلون النزاع، في إشارة إلى الأطراف الخارجية التي تطيل أمد الصراع.
تأتي مواقف تركيا وسط تصعيد عسكري في أوكرانيا، حيث ساهمت أنقرة سابقاً في صفقات الحبوب عبر البحر الأسود وتبادل الأسرى، مما جعلها لاعباً رئيسياً في الحوار الدبلوماسي رغم عضويتها في الناتو. ومع تزايد الضغوط على الحلف لزيادة الدعم، تبرز أنقرة كصوت للحل السلمي، مستفيدة من علاقاتها التاريخية مع روسيا ودعمها لسيادة أوكرانيا.
هل ستتمكن تركيا من تحويل هذا الدعم الدبلوماسي إلى اختراق حقيقي يوقف النزاع، أم ستبقى جهودها رهينة التوترات بين الناتو وموسكو؟