السودان، جزء للبشير و ثاني لسلفاكيير، والثالث للمهدي

هذا ربما يكون مصير السودان، تقسيم ثم التقسيم، فعمر حسن البشير، الذي ساومته الولايات المتحدة الأمريكية، إما محاكمته، في لاهاي أو التنازل عن جزء لإسرائيل تحت قيادة سلفاكير، فأرتضى البشر باقتطاع جزء من البلاد ويكون رئيسا لما تبقى بديلا للزج به في غياهب السودان.

والآن عاد الصادق المهدي ليأخذ جزءا هو الآخر، بعد سنوات من منفاه الإختياري في القاهرة، الذي استغرق نحو ثلاثين شهرا، بعد أن دخل في تحالف "نداء السودان" الذي ضم الحركات المسلحة التي تقاتل حكومة البشير في اقليم دارفور المضطرب منذ عام 2003 والحركة الشعبية التي تقاتل حكومة البشير في ولايتي جنوب كردفان والنيل منذ عام 2011.

يتزعم المهدي أكبر الاحزاب السودانية المعارضة وخرج من السودان مطلع التسعينات عقب وصول البشير للسلطة ولكنه عاد في عام 2002.

والنزاع الدائر في الاقليم الصحراوي الشاسع الواقع في غرب السودان والذي تفوق مساحته مساحة العراق، اندلع عندما حملت أقليات عرقية متمردة السلاح ضد الحكومة المركزية بدعوى تهميش الاقليم اقتصاديا وسياسيا. وينشط المهدي في السياسة السودانية منذ عام 1960 وكان رئيسا للوزراء عندما وصل البشير إلى السلطة إثر انقلاب عسكري عام 1989.

عاد زعيم حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي، إلى الخرطوم ودعا أمام الآلاف من أنصاره إلى العمل على "ايقاف الحرب وتحقيق التحول الديمقراطي".

من جهة ثانية قال المهدي "حدثت بعض الحالات في مجتمعنا بالارتداد عن الاسلام اضافة لحالات الحاد وسط المثقفين كردة فعل للصورة التي يقدم عليها الاسلام" مضيفا "سنعمل على معالجة هذا الأمر واتفق معي زملائي في نداء السودان على ضرورة هذا الأمر".

وكانت حركات معارضة في الداخل دعت كوادرها إلى المشاركة في حفل استقبال المهدي، بينها "الحركة الشعبية، قطاع الشمال"، التي تقاتل الحكومة في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، و"حركة تحرير السودان" بقيادة مني آركو مناوي التي تقاتل الخرطوم في دارفور، إضافة إلى "تحالف قوى المستقبل" بقيادة غازي صلاح الدين.