محرار النار في سوريا قد تطفئه تركيا وروسيا

بدأت تركيا، تخطو خطوات واسعة، في الملف السوري، بعيدا عن التحالفات الخاوية من المصالح، خاصة بعد أن اسقط في يدها، بصعود ترامب، واخفاق كلينتون، فأصبح التحالف الروسي الإيراني أهم بكثير من مصالح ربما أصبحت تراها ضيقة مع السعودية.

وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قال إن أنقرة تهدف إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في سوريا قبل حلول العام الجديد وستعمل مع روسيا كضامنين للاتفاق.

وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو

تركيا تؤكد للمجتمع الدولي أنها لم تعد تتمسك برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، خطة إلى الأمام تخطوها أنقره مع الدول الداعمة لاستقرار دمشق، وتبعد بها عن المؤامرات المحاكة في أقصى الخليج مع البيت الأبيض خلال فترة أوباما.

وقال تشاووش أوغلو في مقابلة مع محطة خبر إن جميع المقاتلين الأجانب في سوريا بمن فيهم مقاتلي حزب الله يتعين أن يغادروا البلاد. وجاءت تصريحاته بعد يوم من قول تركيا إنها وروسيا أعدتا اتفاقا لوقف إطلاق النار.

وقال الوزير "نحن على وشك التوصل إلى اتفاق مع روسيا. وإذا سار كل شيء على ما يرام سنبرم هذا الاتفاق. ستكون روسيا الضامن للنظام." وأضاف أن الاتفاق يمكن أن ينفذ قبل بداية العام الجديد.

نتائج إعادة تقييم الأوضاع التي قامت بها تركيا يبدو أنها سوف تطفئ نيرانا كثيرة وربما تساهم في إشعال نيران أخرى، فالعربية السعودية، وقطر لن تسكتا على إفشال كافة الاجندات التي تمت داخل المكتب البيضاوي، ولو أن جزءا من تلك الاجندات كان محاكا ضد الرياض لصالح الدوحة.

وتابع "روسيا وتركيا هما الضامنان للاتفاق الذي يجري العمل عليه في أنقرة. ليس هناك حسم نهائي لما إذا كانت إيران ستوقع عليه كضامن... كل المقاتلين الأجانب يتعين أن يغادروا سوريا. ويتعين على حزب الله العودة إلى لبنان."

وبدا أن تصريحات الوزير تشير إلى تقدم طفيف في محادثات تهدف للتوصل إلى هدنة لكن الإصرار على تنحي الأسد لن يساعد على تسهيل المفاوضات مع روسيا أكبر داعميه.

والمطالبة برحيل قوات جماعة حزب الله اللبنانية قد لا تلقى صدى طيبا لدى إيران وهي مساند رئيسي آخر للأسد. وتقاتل قوات حزب الله إلى جانب قوات الحكومة السورية ضد معارضي الأسد.