منارة طبرقة، الحصن الجنوي الذي تبقى من صراع العثمانيين والإسبان شمالي غرب تونس

تونس/ تصوير: عوض سلام/ ضمن متابعة الدورة السابعة والخمسين لمهرجان طبرقة الدولي، سنحت لنا الفرصة لزيارة "الحصن الجنوي" أو ما يسمى حاليا بمنارة طبرقة وهو الجزي المتبقي من الصراع بين الأتراك العثمانيين ، والإسبان والجنويين، بعد أن جاء العرب إلى مدينة طبرقة، واعتناق أهلها الإسلام مثل باقي البلاد، وتحولت مدينة الظلال –طبرقة-إلى ساحة نزال.

صور مجمعة لمناظر طبيعة من أعة ومن أسفل منار طبرقة أو الحصن الجنوي، تم التصوير في 16 أاغسطس 2019، على هامش متابعة الدورة السابعة والخمسين لمهرجان طبرقة الدولي
مصدر الصور: تصوير عوض سلام

وكان الحصن الجنوي قد تحول فيما بعد إلى مخزن يتم تجميع فيه المرجان، والأن هو مجرد مزار للسياح القادمين إليه من الداخل والخارج ويفتح ابوابه بترتيبات معينة لا تخلوا من مجرد الحرص على هذا المعلم.

 وقد أسس الفينيقيون العاشقون لثلاثية البحر والجبل والغابة مدينة طبرقة التونسية منذ ما يقارب الـ800 سنة قبل ميلاد المسيح.

وأطلق الفينيقيون الأوائل، الذين اختلطوا بالأمازيغ ، على هذه المدينة الميناء تسمية «ثابركا» ويقال أنها تعني بالفينيقية موطن الظلال التي توفرها أشجار طبرقة الباسقة وجبالها الشاهقة التي تجعل غروب الشمس مبكرا فيها مقارنة بالمدن السهلية.

وكانت المدينة في بداية التأسيس قرية صغيرة تتوفر على ميناء للصيد البحري اشتهر بأسماكه الجيدة وجراد بحره لدى المهاجرين الفينيقيين إلى شمال افريقيا. ومنذ ذلك العهد وإلى يوم الناس هذا وطبرقة توفر هذه الأسماك البحرية اللذيذة ولم ينقطع بحارتها عن طلب الرزق في بحرها الأزرق الجميل ذي الشعب المرجانية الكثيفة.

وخضعت طبرقة للإمبراطورية الرومانية مثل أغلب مدن البلاد التونسية و «ترومنت» أي اندمجت في الحضارة الرومانية وتمتع سكانها بكامل حقوق المواطنة.

وكانت معينا لا ينضب للرومان للتزود بالحبوب وسائر الخيرات الفلاحية وكذا بالأخشاب بالنظر إلى غاباتها المترامية وجبالها الشاهقة التي هي جزء يسير من سلسلة جبال الأطلس المغاربية.

{vembed Y=bij4fp__4zw}