الرؤية المصرية:- أغلقت أنقرة الباب نهائيًا أمام أي فكرة للتخلي عن الغاز الروسي، مؤكدةً أن موسكو «كانت وستظل موردًا موثوقًا» للطاقة مهما ارتفعت حدة الضغوط الغربية.
وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار قطع الشك باليقين في مقابلة تلفزيونية الأربعة: «نحن نشتري الغاز الروسي منذ الثمانينيات.. لا نية لدينا للتوقف، ولا أسباب للقلق».
وأضاف أن روسيا تغطي حاليًا ما بين 40% و50% من إجمالي استهلاك تركيا من الغاز الطبيعي، وهي نسبة استراتيجية لا يمكن تعويضها بسهولة في المدى القصير أو المتوسط.
الأرقام تؤكد الاعتماد المتبادل: في 2024 وحده، زادت روسيا إمداداتها عبر خطي «السيل الأزرق» و«السيل التركي» بنسبة 2.6% لتصل إلى أكثر من 21 مليار متر مكعب، فيما يضخ «السيل التركي» – الذي افتتح عام 2020 – ما يصل إلى 31.5 مليار متر مكعب سنويًا، جزء كبير منها يُعاد تصديره إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.
الرسالة التركية واضحة: الطاقة فوق السياسة. فبينما تواصل واشنطن وبروكسل الضغط لعزل موسكو اقتصاديًا، تختار أنقرة الحفاظ على شريان حيوي يضمن استقرار أسعار الكهرباء والتدفئة لـ85 مليون مواطن، ويحافظ في الوقت نفسه على دورها كمركز إقليمي لتوزيع الغاز.
مع استمرار أوروبا في البحث المحموم عن بدائل مكلفة، تبقى تركيا الجسر الوحيد المفتوح بقوة أمام الغاز الروسي.. خطوة تؤكد مرة أخرى أن مصالح الطاقة غالبًا ما تكتب نهاية مختلفة للعقوبات السياسية.