"هنا وبعد"، تهويدة لشعاع القمر، وتساؤلات عن مستقبل فلسطين(..؟َ)..من المحطة الفنية B7L9 بتونس

الرؤية الإخبارية المصرية، تونس// يضم هذا المعرض مجموعة – ما فتئت تتطور- من الممارسين الذين تتراوح أعمالهم بين أشرطة الفيديو و الإصدار ات غير المألوفة، وتشارك فيه مجموعة من المساهمين الدوليين.

|||
|||

وقد تم اشتقاق عنوان المعرض من لفظة لها ارتباط بـ "المستقبل".

فبدلا ً من التركيز على (الزمن) الماضي، وعلى (المكان) الذي جرت العادة على تحديده بلفظة "هناك"، يضع معرض "هنا وفيما بعد" أفكار الفرد وخبرته وخياله في المركز ، من حيث المكان والزمان ، متخذا وجهة نحو الأمام، نحو المستقبل، أيا كان المستقبل الذي تخبؤه لنا الأيام.

ولئن كان موضوع "المستقبل" من المواضيع المتداولة بكثرة في حقلي العلوم والجنس الأدبي المعروف بالخيال  التخميني، فإنه يتخذ بُعدًا مغايرا عندما يرتبط ببناء أو تصور مستقبل ما، وهو عمل ينطوي على تحديات جمة بل قل على الكثير من العناد والجرأة .

ويجمع هذا المعرض ممارسين من تخصصات مختلفة ، منها الفن المعاصر والنشر والكتابة ، ويتضمن أيضا أعمالا للفنانيْن لاريسا صنصور، و للمؤلف كريم قطان و أخرى لمنصة النشر 'لِفْتا'.

ويُعتبر معرض "هنا وفيما بعد" بمثابة "التدخل" في - أو التسلل الى - المسار المعتاد لبرنامج المحطة الفنية ،B7L9، باعتباره يمثل ابتعادا عن الماضي والحاضر لإتاحة مساحة لاستكشاف المستقبل واقتراحه وتخيّله.

وتسلّط هذه الاستكشافات الضوء أيضًا على الحدود التي يقف عندها التخيل المشترك لما يمكن أن تبدو عليه الهويات الجماعية والفردية والوعي بها، في زمن ذهب الى ما أبعد من الزمن الراهن.

يسعى هذا التدخل إلى ايجاد موقف معاكس للانقسام الموجود بين التصورات الثابتة والمتكلسة لفلسطين، والتخمينات المتعددة والمتنوعة والمتشعبة، والتجارب الحية والتخيلات والنقد والأفكار، التي سعت المساهمات في المعرض بالتلميح إلى احتمالاتها فحسب.

يتألف العمل الابتكاري"ثلاثية الخيال العلمي" للفنانة لاريسا صنصور من ثلاثة أعمال – "الهجرة الى الفضاء"2009" - "على ملك الدولة" 2012-"في المستقبل أكلوا في أرقى أصناف الخزف"2016، وتشكل هذه الثلاثية ركيزة المعرض.

 وهي عبارة عن ثلاث تنصيبات، أقيمت في أنحاء مختلفة من قاعة العرض بالمحطة الفنية صور مستمَدّة من السينما وتستند الى أدوات الخيال العلمي، لطرح أفكار وتساؤلات حول التجربة الجماعية الفلسطينية، يتيح لنا عمل لاريسا صنصور الخوض في مواضيع غالبًا ما يتم التعامل معها من خلال خطاب سياسي أو وطني متكلّس.

ويمكن، من خلال هذه الأعمال متابعة تطور الزاوية الخاصة التي اعتمدتها الفنانة في معالجة هذه الأفكار - أولا ً من خلال منفى يقع في عالم غير عالمنا (هجرة الى الفضاء) ، ثم من خلال المحاكاة الشاملة لمشروع الإسكان البائس (ملكية الأمة) وأخيرًا من خلال محاولة إعادة بناء الذاكرة والهوية (" في المستقبل أكلوا في أرقى أصناف الخزف").

و تقودنا أعمال صنصور – باعتبارها نقطة الانطلاق في المعرض - إلى النصف الآخر من الأعمال المقدمة في قاعة العرض.

ومن بينها العمل الذي تقترحه 'لِفْتا' - وهي منصة نشر دولية تجمع ممارسين من جميع الأصناف من فلسطين ومن الشتات - والمتمثل في مجموعة متنوعة من الوسائط، مُستمَدة من مجلدها الأول – الصادر بعنوان 'فلسطين المستقبل' – وتُقدَّم هذه المجموعة في قالب عرض تفاعلي يستند الى توزيع فضائي مدروس .

وتطرح الإسهامات التي يتضمنها المجلد سؤالا محوريا هو 'كيف تتصور المستقبل'.

وتشمل هذه الإسهامات الحوارات والقصص القصيرة والمقالات، التي تتناول موضوعي الصحة العقلية والخيال العلمي، وفكرتي " العودة" و"الخروج" والشعور الوطني، والتجارب المعاشة الى غير ذلك.

ويطرح فريق تحرير هذا المجلد علينا تحديا يتمثل في الإجابة على السؤال التالي: "أي قسط من التاريخ والواقع والخبرة يمكننا أن نُمرّر الى عوالم الخيال".

أما القصّة القصيرة للكاتب كريم قطان "تهويدة لأشعة القمر"، وهي نص مكتوب خصيصا لهذا المعرض، فتوضّح، من خلال لغة أدب الخيال التخميني، مهمّة محكوم عليها بالفشل، تجري في عالم بعيد تطارده أشباح أولئك الذين عاشوا هناك ذات يوم من الأيام.

و يستخدم كريم قطان في مجمل أعماله - سواء كانت أعمالا أدبية طويلة أو قصيرة، أو مقالات، أو أعمال إذاعية - أدوا ت الأدب التخميني و أدب الخيال العلمي التي - على الرغم من طولها – تنجح في خلق عوالم تطرح تساؤلات لها انعكاسات على تساؤلاتنا الشخصية.