سوريا: "كيميا" هل نجح الضوء والحب في إعادة الحياة ؟

عن الحب والحياة تجري أحداث مسرحية "كيميا" من خلال بطليها نور وضياء الواقعين في مجال مغناطيسي في لحظات حاسمة من حياة كليهما.

سوريا: "كيميا" هل نجح الضوء والحب في إعادة الحياة  ؟
Source de l'image: - google

"كيميا" من سوريا دراماتورجيا وإخراج لعجاج سليم اقتبسها عن نص "مجالات مغناطيسية" للكاتب الروسي ألكسندر أوبرازوف وقام بأدوارها كل من وليد الدبس وسليمان قطّان ونجاح مختار وفادي الحموي وعلاء سعيد وزامل الزامل وطارق نخلة وروجينا رحمون وسلوى حنا...

يخرج نور الموظف المسالم الذي يعيش حياة رتيبة لشراء الخبز لزوجته وفي نقطة ما يلتقي بنور التي كانت تبحث عن مصفف شعر قبل ساعة من زواجها، يقعان في مجال مغناطيسي...

كلما حاول كلاهما الانسحاب من المكان تجذبهما قوة خفية سكنت جسديهما لم يجدا لها تفسيرا، وتوقعهما في حيرة...

في خضم تلك الحيرة يظهر طيف بلباس يشبه لباس الدراويش يقرأ مقاطع من "الجدارية"... "من سوء حظي أني نجوت مرارا من الموت حبّا، ومن سوء حظّي أني ما زلت حيّا لأدخل في التجربة"، يمرّ الوقت ويقترب موعد زفاف ضياء وزوجة نور تنظر الخبز الطازج للعشاء، لكنهما عالقين في ذلك المجال المغناطيسي لا يمكنهما الابتعاد عن بعضيهما سوى مسافة ثلاثة أمتار، تلحق بهما والدة ضياء ووالدها وخطيبها ويندهشان لما يحدث، أمر لا يمكن استيعابه، ويستعصي حتى على الطبيب الذي حظر لحلّ المشكل "هي مجرّد هيستيريا منتشرة في المجتمع بسبب الحرب" قال ذلك وانسحب.

الحل الوحيد يكمن في حضور نور حفل الزفاف ودعوة زوجته... وهو ما حدث فعلا يتم الزفاف ويعود نور مع ضياء لبيت الزوجية ويبقى الخطيب الذي صار زوجا مع إيقاف التنفيذ خارج الغرفة... ومرّة أخرى يعود الطيف بنصّ جديد من "الجدارية" يعلّمهم كيف يحبّون الحياة ولا يعيشون على الهامش... تتقدّم الأحداث ويقترب نور من ضياء ويتعلّق أحدهما بالآخر خاصة بعد لوم الأب للأم على إصرارها تزويج ضياء من رجل لا تحبه، تعجز كل محاولات الزوجة استعادة زوجها نور حتى بعد أن فُكّ المجال المغناطيسي حولهما.

هو الحبّ إذا، ذلك الشيء الذي لا يُفسّره الطب النفسي ولا الدراسات ولا علم الاجتماع... "هي وحيدة وهو وحيد مثلها" يقول درويش وربما تلك الوحدة التي يحيل عليها العرض هي الغربة الروحية التي نعيشها مع أشخاص لا وجود لشيء مشترك بيننا، لذلك تنتهي قصة نور وزوجته وقصة ضياء وزوجها بالطلاق... ويظهر الطيف من جديد " على هذه الأرض ما يستحق الحياة" "كيميا" دعوة صريحة للحب والتواصل دعوة للعيش كما نحبّ لا كما يُفرض علينا... هي الحرب مرّة أخرى التي تدفع كلّ المبدعين المسرحيين العرب والأفارقة ومن كل القارات على اعتمادها متنا لأعمالهم لما خلّفته في النفوس والأجساد من أضرار، العصاب والتشتّت والهزائم النفسية وفقدان التواصل، اليتم بأنواعه والفقر بأشكاله، والجهل بمستوياته...هي الحرب السبب الرئيسي في كل هذه الهيستيريا الجماعية التي يعجز عقل الفرد على استيعابها.