خروج "انتيقون" بمناسبة عيد السجن من "الجزيرة"

سجينان معزولان في جزيرة، يخرجان صباحا للقيام بجولة رياضية والتنفس ويعودان مساء إلى الزنزانة، يتحادثان يتحاوران، يحاولان خلق عالم من البشر وإن كان افتراضيا، يصنعان عالما يخاطبانه في كل المواضيع إلى أن يقرر أحدهم انجاز عمل مسرحي يسميه "انتيقون" بمناسبة عيد السجن، لتبدأ الرحلة مع الخيال والمسرح، رحلة الغاية منها البقاء على قيد الحياة والحفاظ على الذاكرة والعلاقة بالبشر وإن كانت افتراضية.

المسرحية الفرنسية "الجزيرة" للمخرج حسان قاصي كوايتي عن نص ودراماتورجيا لماري هيلين اشتيان وأداء كلّ من جون كاني وتسون نتشويا واذول فوجار.
Source de l'image: - google

هكذا كان ملخص المسرحية الفرنسية "الجزيرة" للمخرج حسان قاصي كوايتي عن نص ودراماتورجيا لماري هيلين اشتيان وأداء كلّ من جون كاني وتسون نتشويا واذول فوجار.

وهكذا كانت حيثياته، بيد أن هذا العمل الذي اختار مخرجه، ما يعرف بالمسرح داخل المسرح، كان نصه عبارة عن حوار بين بطلي المسرحية، حوار مترابط، يتنقل بسلاسة بين تقمص شخصيات من مسرحية "أنتيقون" وبين تقمص الشخصيتين الرئيسيتين الذين كتب لهما النص(السجينان)، دون استعمال اكسسوارات كثيرة.

بل ان استعمال الاكسسوارات كان في آخر المسرحية لما جسد أحد البطلين شخصية "الملك"، مستعملا تاجا مصنوع من الحديد بها ثلاث شوكات المعروفة في الأكل، وغطاء السجين كلحاف على الكتف، بينما استعمل البطل الثاني نفس اللحاف غطاء لنصفه الأسفل وصدرية حديديدية للدلالة على شخصية "أنتيقون" التي خالفت قوانين الحاكم وكرمت أخاها الميت.

نص فيه لعب على الثنائيات، ثنائية الكوميديا والتراجيديا، وثنائية الواقع والخيال، وثنائية التمثيل والتمثيل داخل التمثيل، إن صح التعبير، بأداء رائع للممثلين أسمري البشرة، وبسينوغرافيا بسيطة لكن في بساطتها يكمن جمالها، بل إن العطب التقني الحاصل في المسرحية، أعطى نكهة أخرى للعمل مدة ربع ساعة تقريبا قبل نهاية العرض، حيث أصبح أحد الممثلين، معوضا للموسيقى وللإضاءة بطريقة ساخرة وسعت مساحة الجانب الكوميدي للعرض.